الاثنين، 9 أبريل 2012

عصابة اللواء عمر!!


                     
 عصابة اللواء عمر!!

كأن هذه الثورة الفريدة في طبيعتها كالأرض تدور حول نفسها!، كأننا بعد عام وبضعة أشهر منذ الانطلاقة الأولى في يناير 2011م، نعود إلى نقطة الصفر، أو بالقرب منها، وأحيانا نشك أننا كدنا نعود خلف نقطة الصفر نفسها!، وكم من المبكيات المضحكات!، انتخابات الرئاسة بعد ثورة عظيمة كثورة يناير، وأبرز المرشحين هم نائب الرئيس المخلوع ومدير مخابراته، ووزير خارجيته، وآخر رئيس وزراء في عهده الأسود، ولم يتبق إلا أن يترشح الرئيس المخلوع نفسه أو أحد ولديه أو كليهما!!

عبث واستخفاف بعقول المصريين، واستهانة بدماء شهداء الثورة الأبرار، فترشيح عمر سليمان للرئاسة ليس إلا جزءا من سيناريو حقير للقضاء على كل مكتسبات الثورة، والقصة لا تحتاج إلى شرح، فأعداء الثورة هم أمريكا وإسرائيل في الخارج، وأدواتهم في الداخل مجلس مبارك العسكري، وما جرى يوم 11 فبراير 2011م لم يكن إلا خطة أمريكية ممنهجة للتضحية برأس النظام – المخلوع مبارك – للحفاظ على النظام نفسه، وبنفس اختياراته السياسية والاقتصادية، من استبداد شامل وقمع للمعارضين، وعدم وجود عدالة اجتماعية وتجويع الناس بأزمات البنزين والخبز، وتروعيهم بالبلطجة المصنوعة والانفلات الأمني المتعمد، وتبعية القرار الوطني سياسيا واقتصاديا للأمريكان والإسرائيليين، وهو ما جرى بشكل واضح وفاضح في استمرار تصدير الغاز لإسرائيل، والصمت الرهيب عن قتل الجنود المصريين على الحدود مع إسرائيل، وفضيحة تهريب المتهمين الأمريكان!

كل ذلك يثبت أن ما جرى هو محاولة استنساخ نظام مبارك بدون شخص مبارك، فعمر سليمان المرشح للرئاسة هو النسخة الأكثر دموية من مبارك نفسه!، وهو الرجل الأمين على أسرار المخلوع 18 عاما، عمل فيها رئيسا لجهاز المخابرات أهم جهاز للمعلومات في البلد، وهو الأطول بقاءا بين جميع رؤساء الجهاز ال15 منذ تأسيسه، حيث تم تعيينه رئيسا للجهاز في يناير 1993م، ثم سقط سليمان مع رئيسه في يناير 2011م، وما يؤكد ثقة مبارك المفرطة في سليمان أنه كان من المفترض تغييره عام 1996 بسبب بلوغه سن التقاعد، إلا أن مبارك تحايل على ذلك بمنحه لقب وزير ليتمكن من التجديد له دون التقيد بشرط السن.

وفضائح عمر سليمان لا تعد ولا تحصى، فهو رجل أمريكا وإسرائيل بامتياز، وقد قال جاين ماير في كتاب "الجانب المظلم" أن سليمان رجل ال CIA  في مصر، وأنه بعد توليه رئاسة المخابرات بعامين فقط، أي في عام 1995م أشرف على برنامج لتبادل السجناء مع أمريكا، في إطار ما أطلق عليه "الحرب على الإرهاب"، حيث كان يأتي المشتبه به من قبل المخابرات الأمريكية إلى مصر، ليشرف عمر سليمان على تعذيبه ويتم انتزاع منه الاعترافات التي يفشل ال CIA  في الحصول عليها!، والقصة المعروفة أن الزعم الذي ثبت كذبه فيما بعد، وهو امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل، وأن صدام يخطط لدعم تنظيم القاعدة بهذه الأسلحة، كان نتيجة لتحقيق أجراه عمر سليمان مع ابن الشيخ الليبي، قام فيه بتعذيبه بمنتهى القسوة، وانتزع منه تحت التعذيب الشديد هذا الاعتراف، الذي استخدمته أمريكا للتبرير لعمليتها القذرة في احتلال العراق عام 2003م، وبذلك قدم سليمان مبررا لأسياده الأمريكان لاحتلال العراق، الأكثر إثارة أنه كان يتم تهديد معتقلي معسكر التعذيب الرهيب جونتانمو بأن الذي لن يعترف بما يراد أن ينطق به، فإن ال CIA  سترسله إلى مصر حيث سيقوم عمر سليمان بتعذيبه، وسيعترف في النهاية، لأن قدرات عمر سليمان في التعذيب أكثر بطشا من قدرات جونتانمو!!، أي أننا أمام مجرم حرب من الطراز الأول، ويراد له أن يحكمنا بعد ثورة دفعنا ثمنها من دماء خيرة شباب هذا الوطن، وفي تحقيق كتبه يوسي ميلمان معلق الشؤون الاستخبراتية في جريدة "هآرتس" الإسرائيلية تحت عنوان (عمر سليمان الجنرال الذي لم يذرف دمعة خلال عملية الرصاص المصبوب) قال فيه: "منذ تولي سليمان رئاسة المخابرات المصرية عام 1993 وهو يقيم اتصالات مع معظم قادة الأجهزة الاستخبراتية في إسرائيل مثل الموساد، والمخابرات الداخلية الإسرائيلية (الشاباك)، والاستخبارات العسكرية  الإسرائيلية (أمان)"، وفي وثائق ويكيليكس يقول سليمان :"مصر شريك للولايات المتحدة الأمريكية، أحيانا نختلف، لكن مصر ستستمر بإمداد الحكومة الأمريكية بالمعلومات والخبرات الخاصة بالمنطقة الحرجة مثل لبنان والعراق والمنظمات الإرهابية في فلسطين (يقصد المقاومة الفلسطينية)"!!

وردود الأفعال الصهيونية تكشف مدى ثقتهم في رجلهم عمر سليمان، فبنيامين بن آلي عاذر الذي وصف مبارك سابقا بأنه "كنز إسرائيل الاستراتيجي"، قال لوكالة ((A B أن عمر سليمان "المرشح الأفضل لرئاسة مصر من أجل مصلحة إسرائيل" !!، وفي 30 يناير 2011م أي بعد 5 أيام فقط من اندلاع الثورة، قال دان مريدور وزير الاستخبارات في الحكومة الإسرائيلية: "أن الأمل الوحيد الذي نتعلق به أن تؤول الأمور في النهاية إلى السيد عمر سليمان"!!، وفي 7 فبراير 2011 (أثناء الأيام الأولى للثورة) كشفت جريدة التليجراف البريطانية أن عمر سليمان يتحدث يوميا مع حكومة تل أبيب عبر خط ساخن سري، وأنه المرشح المفضل لإسرائيل!!

أما عمر سليمان نفسه فقد قال لل ABC  الإخبارية في 3 فبراير 2011 :" نحن نحترم الرئيس مبارك، وكل شخص مثله عمل لمصلحة بلاده، وهؤلاء الشباب تحركهم جماعات متطرفة، وأن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية"، صحيح يا سيد سليمان "اللي اختشوا ماتوا"، كيف تترشح ديمقراطيا لشعب أن تعتبره ليس مؤهلا للديمقراطية؟!

ونحن نقول ليس للسيد عمر سليمان وحده، بل لثلاثي فلول المسرح الرئاسي، عمر سليمان وأحمد شفيق وعمرو موسى، إذا كان تواطؤ مجلس مبارك العسكري بعدم القبض عليكم جميعا لجرائمكم المثبتة في حق هذا الشعب، قد جعلكم مرشحين "محتملين" للرئاسة، فإن الثورة العظيمة التي نثق في أنها ستكمل انتصارها عليكم جميعا، قد أعلنتكم مرشحين "مؤكدين" لمزبلة التاريخ وبئس المصير!