الاثنين، 11 يونيو 2012

عن الخطة "ب" أتحدث!!




عن الخطة "ب" أتحدث!!

بقلم – محمد عبد العزيز*

اعتدت في السنين الغبراء قبل ثورة 25 يناير، وأثناء ممارسة العمل السياسي – أيام ما كان خطرا -  في حركة كفاية وغيرها، الاتفاق مع زملائي على التخطيط بمرحلتين، الأولى غاية في المثالية نسميها الخطة "أ"، والثانية إن فشلت الخطة "أ" يكون لنا بديل اسمه الخطة "ب" .. وحيث أننا كنا دائما نعتبر أن الخطة "أ" هي الخطة الأكثر سهولة، والأكثر مثالية، والتي تحقق غايات تحركنا بأقل تكلفة ممكنة، فقد كانت في أغلب الأحوال معرضة للفشل، وكثيرا ما كانت الخطة "أ" من أجل التمويه لا أكثر، بينما الخطة "ب" هي الخطة الأصلية!

لماذا هذا الحديث الآن؟! ..  السبب حالة الإغراق في الخلاف بخصوص جولة الإعادة، فقد بدا أن شباب الإخوان المسلمين يعتبرون أن خصومهم في هذه الجولة هم الداعون للمقاطعة، وليس الداعيين لانتخاب شفيق! .. وتحول الفيس بوك أو تويتر إلى "خناقة" في حارة – مع كامل التقدير للحواري -، خناقة مشتعلة بين أنصار المقاطعة – والعبد لله منهم – وبين الداعيين لانتخاب مرسي، واتهامات قاسية من شباب الاخوان ومن ناصرهم لكل أنصار فكرة المقاطعة بالخيانة، وبيع الثورة، والتفريط في دم الشهيد، ونحن نقول بصراحة، المقاطعة هي وجهة نظر، قد تصيب وقد تخطئ، لكننا إذا تحدثنا عن الخيانة، فإن الخيانة بعينها هي أن يصدر بيانا يحمل تحريضا ضد الثوار من قبل جماعة الاخوان المسلمين، نذكركم أنه حين قرر شباب الثورة النزول للميدان يوم 27 مايو 2011، أصدر الإخوان بيانا تحدثوا فيه عن جمعة "الوقعية بين الشعب والجيش"!، نعتبر الخيانة بعينها، أنه حين استشهد الشيخ عماد عفت أمام مجلس الوزراء رفضا لحكومة "الفلول" التي يقودها الجنزوري، قال مرشد الإخوان وقتها عن الجنزوري أنه "اختيار موفق"!

قد نختلف – وهذا طبيعي – في الخطة "أ" قبل جولة الإعادة، لكن علينا أن نتفق عن الخطة "ب" بعد النتيجة، فنحن نقاطع لأننا نرى أن الجولة الثانية ما هي إلا مسرحية هزيلة، هدفها هو تصعيد شفيق لكرسي الرئاسة، في خفة يد وعملية نصب انتخابي، وكأنه رئيس منتخب، حتى يتم حبك الفيلم الساقط، يجري تصوير الأمر أن هناك منافسة بينه وبين محمد مرسي، على أي حال إن فاز مرسي – وهذا أمر مستبعد – سنعرض عليه رؤيتنا من باب النصيحة، فمهما كان الخلاف بيننا وبين الإخوان فقد كانوا يوما بجوارنا في الميدان، قبل أن تغريهم المغانم، لكن السؤال الأهم إن فاز شفيق، ما العمل؟!

وهنا الحديث عن الخطة "ب"، إن فاز شفيق – كما هو متوقع – فلابد أن يقسم اليمين الدستورية أمام البرلمان بأكثريته الإخوانية، ونحن نقول من الآن استقبال شفيق في البرلمان والسماح له بالقسم، يخرج صاحبه من الملة الثورية إلى الأبد، وسيكون فراق أخير بيننا وبين الإخوان، لذلك ندعوهم وقتها إلى النزول للميدان، ورفض استقبال شفيق، وإعلان الشرعية الثورية، فقد ثبت أن مسار الشرعية الدستورية منذ "نعم" للتعديلات الدستورية، كان مسارا لوأد الثورة، وهكذا نقول للإخوان أن تاتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لكم، قبل أن تندموا يوم لا ينفع الندم. 
---------------------------------------
* منسق شباب حركة كفاية

السبت، 2 يونيو 2012

استهبال القضاء واستقلاله!!



استهبال القضاء واستقلاله!!

بقلم - محمد عبد العزيز*

ربما ينبغي تسمية الأمور بحقيقتها، ودون مواربة أو موالسة، إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار في الآخرة، وفي مزبلة التاريخ في الدنيا، وما نحن بصدده جدير بتسميته "استهبال القضاء" لا استقلال القضاء! .. أحيانا وبدافع عقدة النقص ليس إلا، تحتاج لتكرار معاني أنت أول من يعلم أنها غير حقيقية، ولكن مع تكرارها والإصرار عليها، تحاول أن تقنع نفسك –نفاقا- أنها راسخة وأصيلة، فعلى سبيل المثال اعتدنا حين ذكر كلمة القضاء المصري، يتبعها كلمات محفوظة تبدو "مفتعلة" لدرجة الابتذال .. من نوعية "القضاء المصري الشامخ العادل النزيه" وناقص نقول الحلو الحنين أبو عيون جريئة!!


وكل ذلك من عقدة النقص .. نفاقا لأنفسنا .. محاولين إقناع عقلنا الباطن بأكذوبة كبرى، كأكذوبة أبناء يعقوب حين ادعوا أن الذئب أكل أخيهم يوسف!! .. وكانوا هم المذنبون .. نحن المذنبون بالصمت العاجز .. بالنفاق الواضح .. لذا يجب أن نقول الحقيقة أمام مرآة الشجاعة .. لا يوجد قضاء مستقل في مصر .. يوجد فقط "بعض" قضاة مستقلون.


أرجو ألا تكون صدمت .. وإن كنت صدمت فليكن ما يكون .. لكنها الحقيقة .. فالحكم الصادر على المخلوع مبارك ووزيره العادلي بالمؤبد .. ليس مؤبدا .. بل مؤامرة!!، والبراءة لسفاحي نظام مبارك من نوعية اسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة، وحسن عبد الرحمن رئيس مباحث أمن الدولة، وأحمد رمزي رئيس قطاع الأمن المركزي، وعدلي فايد رئيس قطاع الأمن العام مهزلة كبرى، وفعل قضائي فاضح في الطريق العام، وهذا الحكم غير عادل، وغير قانوني، وغير أخلاقي، والحديث عن عدم التعليق على أحكام القضاء، وقدسية القضاة، والحكم عنوان الحقيقة، هو ضحك مبتذل على الذقون، وهزل في هزل، يصل إلى درجة الاستخفاف بعقول المصريين، ولا أبالغ لو قلت أنه يصل لدرجة قلة الأدب!

فالنيابة العامة نفسها اتهمت أجهزة في الدولة (الأمن القومي وأمن الدولة)  ب"إخفاء الأدلة"، وأخفاء الأدلة أصلا تهمة في القانون، لكن لم يعاقبهم أحد، فالطبخة التي أسموها محكمة مصنوعة في مقر مجلس مبارك العسكري، وما المستشار أحمد رفعت إلا كومبارس فاشل في فيلم حقير، فيلم هابط وردئ يفتقد إلى أبسط قواعد الإقناع.

فمبارك الذي كان يجب محاكمته سياسيا على عهده الأسود، فوجئنا بالتعامل معه وكأنه سارق لحبل غسيل، وليس ناهبا لبلد، تم تجريف ثروته القومية، بلد كان هو قلب العالم، فحوله مبارك بعمالته وخيانته العظمى للأمريكيين والإسرائيليين إلى بلد خارج التاريخ، وسقطنا بسقوط مبارك في وحل تلو وحل، أغلب المصريين تحت خط الفقر، العنوسة والبطالة يزاددون كل يوم، تفاوت رهيب بين الطبقات، أغنى طبقة وأفقر شعب، طبقة رقيقة من "رجال الأعمال" أو قل بوصف أكثر دقة "الحرامية" تسيطر على أغلب الثروة القومية، بينما يعاني المصريون البؤس واليأس .. ثم قمة المأساة الدرامية الهزلية يحاكم مبارك بسرقة 5 فيلات وقتل المتظاهرين!!

لقد قتل المتظاهرون لأنهم طالبوا "بإسقاط نظام" .. لأنهم رفضوا "اختيارات مبارك السياسية والاقتصادية"، وبالتالي بدون محاكمة مبارك "سياسيا" عن جرائم في الأصل سياسية في ال 30 عاما، من الفساد والاستبداد والنهب العام والخيانة العظمى، تصبح تهمة قتل المتظاهرين بلا معنى!، فأصل التظاهر كما قلنا كان رفضا لهذا النظام بسياساته وأشخاصه .. والحقيقة أن النظام الحالي لا يمكن أن يحاكم مبارك سياسيا .. ببساطة لأنه نفس نظام مبارك، فليس من المعقول أن يحاكم نفسه!! .. ببساطة أكثر .. الشعب يريد إسقاط النظام .. نقطة من أول السطر.
---------------------------------------------
* منسق شباب حركة كفاية