عن "تمرد" أتحدث !
بقلم -
محمد عزيز
أثق بكل
قوة بأن هذه الثورة العظيمة التي بدأت في 25 يناير، ومازالت مستمرة، لن تهزم،
وأعلم جيدا أنها معركة بالنقاط، وليست بالضربة القاضية، سيكسبها في النهاية الثائر
الحق القابض على الجمر، الذي لم يعقد الصفقات المشبوهة مع عمر سليمان في الموجة
الاولى من الثورة، ولم يلعق حذاء مجلس طنطاوي وعنان وهاجم الثوار في الموجة
الثانية، ولم يعتبر أن وصوله إلى السلطة كان هو غاية الثورة وأقصى أهدافها، ثم سار
بالحرف والفاصلة والنقطة على خطى المخلوع!، الثائر الحر هو الذي رفض رشوة عمر سليمان وأصر على إسقاط مبارك،
و"تمرد" على الجميع، فانتصرت إرادته، رغم التشويه والتنكيل الذي تعرض
له، وسقط مبارك، هو الذي "تمرد" على مجلس طنطاوي وعنان، وأصر أنهما
يسيران على خطى المخلوع، يحبسان الثوار ويحميان الفجار، فانتهوا غير مأسوف عليهما
إلى نفس مصير مبارك، ولم يكن يقدر مرسي على إزاحتهما إلا وهو يعلم يقينا أن الموجة
الثورية ترفضهما رفضا تاما، الثائر الحق اليوم في موجة الثورة الثالثة يعلم علم
اليقين، أن مرسي فقد شرعيته، وأن استمراره في السلطة أمر وقتي، مرهون بالقدرة على
العمل الثوري، وكلما نظمنا أنفسنا، وانتصر الأمل داخلنا على اليأس،
و"التمرد" على الخنوع، وفوران الثورة على إحباط الفشل، حتما فإن نهاية
مرسي وجماعته حتمية، ومن هنا جاءت فكرة "حملة تمرد".
تمرد ..
أي أن تعلن أن مرسي انتهت شرعيته، لأنه خالف عقد انتخابه، وحنث بقسمه "أن
أحترم الدستور والقانون" وأن "أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة"،
فمرسي لا يحترم الدستور ولا القانون، ولا يرعى مصالح الشعب، اللهم إلا مصالح
جماعته من الأهل والعشيرة، وانحط بمقام الرئاسة إلى أن تحول إلى مندوب مكتب
الإرشاد في مؤسسة الرئاسة!!
تمرد ..
فمرسي هو مبارك ولكن بلحية، وكفاءة أقل في الاستبداد، فقد كان مبارك ديكتاتورا
فاسدا مستبدا، لكن مرسي فشل حتى أن يكون ديكتاتورا، فتحول إلى أضحوكة بقراراته
العجية التي يصدرها مساءا ويلغيها صباحا، وصدع رؤوسنا بكلامه الفارغ أنه على وشك
أن يفعل، ولم يفعل سوى الانهيار السياسي والاقتصادي، وزادت ديون مصر الخارجية
والداخلية في عهده بأكثر من أضعاف ما زادت في عصر مبارك!!
تمرد ..
فإن مرسي حول مصر الكبيرة في التاريخ والجغرافيا، إلى خادم لمصالح قطر التي لا ترى
بالعين المجردة على الخريطة، ورهن الاقتصاد لمصالح كبار رجال أعمال الاخوان، وجرت
المصالحات وتقسيم التركة بين رجال أعمال لجنة السياسات ورجال أعمال مكتب الإرشاد
يقودها رجل البيزنس الاخواني حسن مالك!!
تمرد ..
فإن شرعية صناديق الانتخابات تذهب وتنتهي مع صناديق الشهداء، ومرسي كمبارك مسؤول
مسؤولية سياسية عن قتل الشهداء الحسيني أبوضيف ومحمد الجندي وعمرو سعد وجابر جيكا
ومحمد كريستي، ويعتقل خيرة شباب الثورة وينكل بهم، لكنه سيبقا عاجزا أن يمنع فكرة
الثورة من الانتشار والنصر!!
تمرد ..
فلا فرصة لفاشل إلا مزيدا من الفشل، ولا تصدق أن إعطاء مرسي فرصة سيحل المشكلة، بل
سيفاقم أزمة البلد السياسية والاقتصادية، وسيدفع الثمن الأجيال القادمة، التي لن
ترحمنا إن سكتنا اليوم وتركنا هذه العصابة المسماة زورا جماعة تحكم أكثر!!
لذلك كانت
حملة "تمرد" لسحب الثقة من محمد مرسي العياط، والدعوة إلى انتخابات
رئاسية مبكرة، تحت إشراف المحكمة الدستورية العليا وحكومة إئتلاف وطني، ودعوة
الجمعية العمومية للشعب المصري للاحتشاد يوم 30 يونيو القادم في ذكرى مرور عام
أسود من حكم الإخوان، أمام قصر الاتحادية، لإعلان سحب الثقة من محمد مرسي، تمسك
بالأمل، سننتصر .. المجد للشهداء .. النصر للمتمردين!
---------------------------------------------------
* عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي
* عضو اللجنة التنسيقية لحركة كفاية