قضي الأمر الذي فيه تستفتيان، رفعت الأقلام وجفت الصحف!. وما كنا نطرحه سابقا باعتباره رأينا وخيارنا في طريق التغيير أصبح اليوم هو الخيار الوحيد، يتجمع حوله تباعا مختلف مكونات الطيف السياسي وكافة القوى الوطنية، كأننا أشعلنا نبراسا في ظلام دامس تجمع حول نوره كل الفراشات التائهة بمختلف ألوانها. لقد وضعنا النظام جميعا – بغباء شديد منه – في خندق واحد وعلى طريق واحد، ولم يعد هناك من مفر سوى السير في ذلك الطريق بخطوات متحدة، وأيادي متشابكة، فلا عجب الآن إن وجهت من عميق قلبي شكري وامتناني لهذا النظام الذي يلعب في الوقت الضائع من سنواته الأخيرة!. نحاول في هذا المقال أن نحدد خطانا، ونستكشف ملامح الطريق، ماذا بعد الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات؟!، ماذا بعد انسحاب الإخوان والوفد من جولة الإعادة؟!، ماذا بعد أحكام القضاء الإداري التاريخية ببطلان الانتخابات؟!
يبدو أنه رويدا رويدا تتضح صورة عدم الشرعية والمأزق الذي يمر به نظام الحكم في مصر، فإن كنا في حركة كفاية والمعارضة الجذرية الجديدة قد قمنا بإسقاط الشرعية السياسية عن النظام الحاكم منذ زمن، فإنه اليوم يواجه خطرا آخر وهو إسقاط حتى الشرعية القانونية عنه. فما قام به القضاء الإداري في انتخابات مجلس الشعب 2010م هو دور تاريخي بكل المقاييس لهذا القضاء العريق، وتسبب بأحكامه تلك في تعرية البرلمان القادم من أي غطاء شرعي، وبالتالي إن بداية حركتنا على الطريق لابد أن تكون من حيث انتهى إليه القضاء الإداري، ولتكن عقيدتنا واضحة ومحددة في النقاط الآتية:
* إسقاط الاعتراف بشرعية البرلمان المزور، واعتباره جزء من النظام الفاسد المستبد، ولا يمثل الشعب من قريب أو من بعيد.
* إنكار النتائج والمطالبة بإعادة تلك الانتخابات تحت إدارة قضائية كاملة ومستقلة بعيدا عن نظام التزوير والفساد.
* عملا بقاعدة ما بني على باطل فهو باطل، فإن أي تشريعات أو قوانين تصدر عن ذلك البرلمان المزور لا تمثل الشعب، منزوعة الشرعية، وأصبح عدم الاعتراف بها وعدم الامتثال إلى أحكامها واجبا وطنيا عاما.
* اعتبار أي نائب في هذا البرلمان المزور جزء من نظام الفساد والاستبداد، وعدم إطلاق لفظ "نائب الشعب" عليه لأن هذا المجلس هو مجلس "النهب" وليس "الشعب".
* انتخاب رئيس الجمهورية القادم يعتبر باطلا وغير شرعيا بالمفهوم السياسي للجماعة الوطنية المطالبة بالتغيير، وبالمفهوم القانوني نظرا لأنه سيؤدي القسم الجمهوري أمام برلمان باطل بأحكام القضاء.
تمثل النقاط السابقة العقيدة والمنهج الأساسي في التفكير الذي أصبح لا خيار غيره أمام الجماعة الوطنية، بقى أمامنا أن نوضح ما هي الخطوات العملية الواجب اتخاذها إزاء الوضع السياسي الراهن.
تبدأ خطواتنا – بعد إسقاط الاعتراف ببرلمان التزوير – بتشكيل برلمانا بديلا يمثل الإرادة الحقيقية لأبناء هذا الشعب، يكتسب شرعية شعبية لطبيعة تكوينه كالآتي:
* جميع النواب السابقين المعارضين على مدار 30 عاما، وهذا يعني أن جماهير دوائرهم الانتخابية ستكون على تأييد لهذا البرلمان البديل.
* شخصيات عامة لها ثقلها في المجتمع تضم أساتذة جامعات، وقضاة سابقين، وصحفيين، ومحامين، قادة الاحتجاجات العمالية والاجتماعية، وممثلين عن الحركات الشبابية والمدونين.
نستهدف في الأساس أن يقوم هذا البرلمان البديل باختيار مجلس حكم انتقالي ليشكل مجلسا رئاسيا بديلا مجسدا ومشخصنا يدعو إلى إسقاط الاعتراف بالنظام الحاكم ككل في حملة على طريق المقاومة السلمية والعصيان المدني، يبدأ ذلك بالدعوة إلى مظاهرات حاشدة متوالية مكونة من الموارد الأساسية لتشكيل البرلمان البديل مثل جماهير دوائر أعضائه وشباب الحركات الشبابية، وقيادات الاحتجاجات العمالية والاجتماعية.
إنها معركة البقاء أو الفناء، فوجود هذا النظام يمثل خطرا على وجودنا، لقد احترف قتل أبناء الوطن في العبارات والقطارات وبالمبيدات المسرطنة، أو تعذيبا كما حدث مع خالد سعيد وأحمد شعبان، إننا نعلم أن هذا الطريق وعر ممتلئ بالأشواك، لكن يتردد في أذهاننا قول المتنبي :"وإذا لم يكن من الموت بد .. فمن العجز أن تموت جبانا"، يجب أن نعلم أن تكلفة الجبن قد أصبحت أعلى من تكلفة الشجاعة، فإذا أردنا لأبنائنا الأمان .. فلم يعد سوى الطريق إلى العصيان!
هناك 3 تعليقات:
هذه الصورة الموضوعة حقيرة وتنم عن قلة أدب وسفالة وانحطاط تصور ان صورتك موضوعة ويداس عليها بالنعال ؟ ما هكذا يكون الحوار أو الديمقراطية وتريدون أن تحكموا وتقولون تغيير لاشك انه تغيير للسيء
يجب أن نعلم أن تكلفة الجبن أعلى من تكلفة الشجاعة .
أخي الحبيب هذا ما ختمت بة مقالك الأدبى الجميل الذى يحمل فى طياتة أمال ثورى قد خلع قلبة صمت الصامتين و تكاسل الكسالى و النائمين و جبن من إدعوا زورا الشجاعة إلا على بعضهم البعض أى ينطبق عليهم المثل القائل " أسد على و فى الحروب نعامة " .
أخى الحبيب ما طرحت من نقاط للعمل السياسي فى الفترة القادمة أراها ورقة عمل جديرة بالتقدير و الدراسة و أن توضع موضع التنفيذ فهذا جيد جدا لكنى أعجب كل العجب على أنك أخى الحبيب توجة هذا الكلام لما يسمى بالمعارضة فى مصر .
أخى الحبيب قد يفزعك قولى أو ترى بة صدمة أو على الأقل تختلف معى شديد الإختلاف لكنى أقول لك صراحة " و كلى أمل فى أن يتغير ما بداخل من يتصدرون ما يسمى أحزاب و حركات المعارضة " هذة الأحزاب التى كتبت شهادة وفاة بمشاركتها فى الإنتخابات ظنا منها أنها سترث مقاعد الإخوان فى مجلس الشعب .
أقول لك و لا أبالغ أن حركات و أحزاب المعارضة فى مصر باتت بمعزل جماهيري عن الناس فى كل ربوع مصر .
فأنت حينما تطالب أو تضع نقاطا لعمل جماهيري فعليك أن تنظر أولا مع من تعمل و من سيوجة الدعوة للجماهير لكى تلتف حولة بكثرة أو بكثافة .
أخشى أخي الحبيب أن أقول لك أنك تخاطب من إنقسموا على أنفسهم و إنقسم المنقسم مرة أخرى و لا يستطيع رأب الصدع أو رتق الثوب راتق مهما بلغ من إحترافة .
أخى الحبيب إجتمعت و لا زالت تجتمع "المعارضة" فى مصر و ليس لديها أى سقف مشترك أو نقاط للعمل المشترك الحقيقى و الفعلى لدى الناس فى الشارع المعارضة أدمنت مناظرات التلفاز و معارضة المقرات .
قل لى بالله عليك أي حزب أو حركة معارضة فى مصر أو إن شئت فقل إئتلاف موحد للمعارضة نزل القرى و جاب النجوع و المحافظات فى مصر لكى يوسع و يرسخ القاعدة الشعبية لة و لم يكتفى بمناظرات المقرات فى القاهرة و الإستديوهات المكيفة .
أعلم أن هناك أخى الحبيب من الشباب أمثالك الكثير و أفخر بذلك و الله ممن يريدون أن يفعلوا الكثير الكثير و لديهم الطاقة لكنها للأسف مهدرة نعم مهدرة فيما يجرى من تحالفات و مسميات ثم إنشقاقات داخلية و ليس هناك قيادة فاعلة تجمع هؤلاء الشباب لتضع الرؤى و الخطط التنفيذية العامة و المرحلية و تكون خلايا لها فى كافة المحافظات و القرى و تجوب أرض مصر شمالا و جنوبا و توحد هذة الطاقات الهائلة و تتحمل المشاق و الصعوبات لكى يثق بها الناس و تكون أقرب إلى أرض الواقع .
أخي الحبيب أعترف أننى أطلت عليك الحديث جدا لكنى صدقنى هذة المرة لا أكتب ردا أو تقييما لما تفضلت و كتبتة أنت موفقا و مشكورا لكنى وجدت أناملى تكتب على لوحة المفاتيح أمامى ما أتحسر علية و أيضا ما أتمناة فى المستقبل فكتابتى هذة أخى الحبيب هى بحق " فضفضة " مع صديق لم أرة إلا القليل أو ما ندر جدا أو تفكيرا مع أخ مكتمل و راجح العقل و الفكر حتى يبادلنى و أبادلة الرأى و الفكرة .
أخى الحبيب سلمت يمينك
أخى الجبيب موفقا دائما إن شاء الله
أخى الحبيب دائما ما أدعوا لك بالخير كل الخير
أخى الحبيب دائما ما أنتظر ما تكتب لكى أقراء و أثرى فكرى بما تسطرة يداك على منبرك
شكرا لك
و تحياتى لك
و عظيم إحترامى و تقديرى لك
هذا أنا
شريف جامع
أسجل مروري وإعجابي . . .
وأتمنى أن نتوحد من اليمين إلى اليسار . . . وأن نبدأ الخطى بلا عودة إلا بالأهداف المرجوة .
..
تحياتي لك .
إرسال تعليق