إلى النيابة العسكرية .. معتدل مارش!
تخيل معي .. مشهد ميدان التحرير، يزهو كعادته بشباب الثورة، وأعلام مصر تعانق السماء، ذاك المشهد الأسطوري الذي أبهر العالم، وأعاد للمصريين اكتشاف ذواتهم، الشباب يهتفون مطالبين باستكمال أهداف الثورة، تطهير حقيقي، محاكمات عادلة، انحياز الدولة للفقراء وليس للكبراء .. فجأة يقطع هذا المشهد الأسطوري، صوت زاعق، من شخص يرتدي زي الشرطة العسكرية .. إلى النيابة العسكرية معتدل مارش!
سيطر هذا المشهد الفانتازي السابق على مخيلتي، مع سماعي خبر إحالة الناشطة أسماء محفوظ للنيابة العسكرية، وفي نفس يوم محاكمة السفاح حبيب العادلي، والجزار حسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة السابق، وباقي الشلة أمام محاكمة مدنية!، بل في الجلسة السابقة صورت كاميرات التلفزيون، حبيب العادلي وهو يخرج مبتسما كما لو كان نجما سينيمائيا، بينما صافحه "بحرارة ظاهرة" ضابط شرطة عسكرية، وأدى التحية العسكرية له ضباط الداخلية!.
علمت أن تهمة الزميلة أسماء محفوظ، كلمة كتبتها على الفيس بوك، فيما معناها أنه إذا لم تقتص العدالة لدماء الشهداء، في قضايا العادلي ومبارك، فلا يشعر أحد بالاستغراب، إن حدثت اغتيالات سياسية، وتنظيمات مسلحة، واعتبرت النيابة العسكرية ذلك القول تحريضا، مما أدى بهم في نهاية التحقيق أن يفرجوا عن أسماء على ذمة قضية عسكرية، وبكفالة 20 ألف جنيه، وهنا كانت المفارقة الأخرى أن أسماء التي اتهموها بالتحريض، على فعل لم يحدث أصلا، حققوا معها عسكريا وكانت الكفالة 20 ألف جنيه كما ذكرنا، بينما الوزيرة السابقة عائشة عبد الهادي المتهمة بالتحريض على موقعة الجمل، وهو فعل وقع، وأدى إلى سقوط شهداء، وإصابات، تم التحقيق معها أمام القاضي الطبيعي، وأفرج عنها بكفالة 10 آلاف جنيه فقط، أي نصف ما طلب من أسماء سداده!
اتصلت بأسماء تليفونيا بعد التحقيق معها، وبدت ودودة كعادتها، وذات صوت ضاحك، سألتها ما هو انطباعك الأساسي، ردت "النظام كما هو يا عزيز!"، ثم بجدية أكثر "تصور طوال عصر مبارك لم أذهب إلى نيابة عسكرية رغم كل ما فعلناه!" ..
وما كدت أفيق من صدمة تحويل أسماء للنيابة العسكرية، إذا بمعلومة جديدة تصلني، أن النيابة العسكرية، طلبت استدعاء مها أبو بكر المحامية الناصرية، والناشطة بحركة كفاية للتحقيق أيضا، وفي الواحدة والنصف بعد منتصف الليل اتصلت بمها ضاحكا، فشر البلية دائما ما يضحك، وسألتها بسخرية "نيلتي ايه انتي كمان؟!" .. ردت ضاحكة والله لا أعلم، كل القصة برنامج توك شو انتقدت فيه أداء المجلس العسكري بموضوعية جدا، سألتها في أي ساعة ستذهبين إلى النيابة العسكرية، قالت أنها ستذهب تؤدي رسالتها كمحامية عن أهالي الشهداء في قضية مبارك في الصباح، وستذهب المحامية سيدة عبد الفتاح للحضور عنها، وإذا بها تقول في مرارة "تصور .. أنا محامية مدنية أحال للنيابة العسكرية بسبب رأي قلته، بينما مبارك العسكري، ومتهم بالقتل في نفس اليوم أمام قاضيه الطبيعي، والمفارقة الأكبر، أني محامية عن أهالي الشهداء ضده!"
رأيت في اليوم التالي جمال مبارك ضاحكا في نهاية الجلسة، يشير بعلامة النصر، وجاء لمخيلتي مشاهد رأيتها للشهداء والمصابين أثناء الثورة، ورأيت شباب الثورة يساقون واحدا تلو الآخر للنيابة العسكرية، حتى الشباب الذين تظاهروا أمام سفارة العدو الصهيوني حاكموهم عسكريا، وفي 24 ساعة، بينما من صدر الغاز للأعداء، وحاصر الأشقاء، يرقد معززا مكرما في المركز الطبي العالمي، وفي الجناح الرئاسي! .. وشعرت بخنجر يطعن قلبي .. وسؤال يلح على رأسي ترى من يكون التالي .. إلى النيابة العسكرية معتدل مارش!
هناك 3 تعليقات:
ما اصعب ان تعيش حرا في وطن ....... مازال اسيرا
بسم الله الرحمن الرحيم .
سلام الله عليك عزيزى مهندس / محمد
خالص تحياتى و تقديرى لك بداية
مع أننى لا أقول و أعمل على أن أنتقد المجلس العسكرى و أنتظر إلى صدقية الإنتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية و من ثم أخذ موقفا محددا من المجلس الذى ضاق بة ذرعا البعض .
لست أخى الحبيب مع تحويل الناشطة أسماء محفوظ أو أخرين من نشطاء ما يسمى 6 إبريل أو أى نشطاء أخرين فأنا أعتقد أن المجلس تعامل فى هذا الأمر بغباء شديد فحتى لو كان هذا الكلام الذى كتبتة أسماء على تويتر صحيح و حتى لو قال بعض النشطاء أكثر من ذلك فليس الحل من قبل المجلس العسكرى تحويلهم إلى النيابة و إعطائهم بيدية هذا الزخم الرهيب و من لم يعرفهم فقد عرفهم الأن و من لم يتفق معهم فها هو يتعاطف الأن و الخاسر هو المجلس العسكرى تشويها لصورتة التى طبعت على الصدور إبان تنحى مبارك المخلوع و هلل الجميع و بارك الجيش العظيم لرفضة إطلاق النار على أهلهم فى طول مصر و عرضها و نظر لمطالبهم على أنها مطالب حق و عدل .
أخى الحبيب مع أننى لست مع الكثير من الشباب "" الناشطون تحديدا "" فيما يعتقدون أو فى بعض الممارسات المبالغ فيها كثيرا و لا تمت للثورية بصلة اللهم إلا أنها توصف فى بعض الأحيان بمحاولة بث الفوضى أعلم أن رأيى يغضبك لكنة ما أعتقدة و هذا لا يمنع أننى أعتز بك صديقا عزيزا لم أرة إلا مرة واحدة و لم يرنى نهائيا أخى الحبيب أعتقد أنة و الأن نحن فى حاجة جميعا إلى ترتيب الأوراق بهدوء و الإستعداد لمعركة إنتخابات تأتى على الأبواب معركة بين الشرفاء لصالح الوطن و أنفسنا .
معركة لا تفرق بل تجمع الجميع إلى الدفع بهذا البلد الذى ناضلتم من أجلة سنوات و سنوات إلى أعلى عليين .
أخى الحبيب إن كنت لم أرك ولم ترنى فيما قبل الثورة فأنا يسعدنى أن أراك بعدها ...... نحن كما عشنا سويا و جميعا فى وطن يئن تحت وطائة الذل و الإعتقالات و التعذيب و القهر ... يجمعنا الأن وطن على مشارف الحرية و يريد أن يدفع دفعة ليس بأيدى مرتعشة أو متفرقة بل بأيدى قوية متحدة صابرة صامدة و إلا فمن لة أن يفعلها إن لم نفعلها نحن ... أكرر تقديرى و إحترامى لك و على أمل أن ألقاك قريبا إن شاء الله ...
المجلس ده اغبيا زي اللي عينهم وحطه لنا بعرض الطريق حينما ازدادت عليه الضغوط نسوا اننا ثوار لا نخاف الا الله
إرسال تعليق