الاثنين، 4 فبراير 2013

مبادرة لنبذ "العهر" !!



مبادرة لنبذ "العهر" !!

بقلم – محمد عزيز*

نحن في زمن الابتذال، ومن أشد مظاهر هذا الابتذال أن تحولت مصر لبلد "بتاعة مبادرات صحيح"!!، كان أبناء الوطن يقتلون، وثورة تستكمل طريقها المفروش بالأشواك، بينما أصبحت موضة العصر أن يقدم الجميع مبادراته الخائبة، ثم جاءت المبادرة الشهيرة التي وقعت في الأزهر الشريف تحت اسم "نبد العنف" .. وترديد قيادات جماعة الإخوان جملة واحدة "على القوى السياسية أن ترفع الغطاء السياسي عن العنف" .. اكتشفت الحقيقة المرة، بلدنا لا تحتاج سوى مبادرة واحدة لنبذ "العهر" .. ورفع الغطاء السياسي عنه!

لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، حقيقة علمية راسخة، تسري على الفيزياء وعلى السياسة كذلك، أنا كما هو معلوم بكل تأكيد مع سلمية الثورة، وأرى في سلمية الثورة مبدأ تفوق أخلاقي، هو في ذاته أكبر مصدر لقوتها، لكني أعلم جيدا أن العنف بدأ بميليشيات جماعة الإخوان التي هجمت على المعتصمين السلميين أمام الاتحادية، وقتلت شهداء مثل القيادي بحركة كفاية الصديق الحسيني أبو ضيف، وعذبت "الأسرى"، لينتزعوا منهم الاعترافات الخطيرة، ربما من أعطاهم الجبنة النستو؟! ..العنف بدأ بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ومدينة الانتاج الإعلامي، والاعتداء على الخصوم السياسيين وهم داخلين المدينة!!

هذا عن العنف، أما عن العهر، فحدث ولا حرج، فمن مرسي الذي وعد فأخلف، بإعادة تشكيل الجميعة التأسيسية، وحدث فكذب، فقال أن المقبوض عليهم في أحداث الاتحادية بمظاهرات رفض إعلانه الغير دستوري، قد اعترفوا عن المؤامرة، وتحدث عن علمه بمموليهم "في الداخل والخارج"، ثم أفرجت عنهم النيابة العامة، والنائب "الملاكي" الذي اتهم شخصا تبين فيما بعد أنه مختل، بالانتماء للبلاك بلوك، وقالت النيابة أنه قبض عليه ومعه "مخطط إسرائيلي" للتخريب، طبعا بغض النظر عن تفاهة الكلام، فمن غير المعقول أن إسرائيل إذا قررت أن ترسل مخططا تخريبيا فلن يكون مكتوبا عليه في نص السطر "المخطط الإسرائيلي للتخريب"!!، أو على أوراقه شعار الموساد مثلا!!، ثم تبين لاحقا أن هذا المقبوض عليه غير متزن نفسيا، ولا علاقة له بالبلاك بلوك من قريب أو من بعيد، عن العهر في سحل مواطن مصري مثل حمادة صابر أمام الكاميرات، ويتدخل فورا وزير الداخلية بعد أن أصبحت الفضيحة عالمية، ويعد بالتحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، ثم تجري عملية ابتزاز وتهديد حقيرة للمواطن البسيط، لينفي واقعة رآها الملايين، ويبرئ جنود أمن مرسي المركزي بأنهم لم يسحلوه ويجردونه من ملابسه، فأصبح النفي – تحت التهديد والابتزاز – عملية أكثر عهرا من السحل نفسه، ثم تبدو الفضيحة أكبر من الاحتمال، فيعود حمادة ليقول الحقيقة، ويعود الحديث عن التحقيق، على طريقة تحقيقات مجلس مبارك العسكري في واقعة سحل وتعرية ست البنات، حيث لا حقيقة تظهر، ولا أحد يحاسب، لكن آفة حارتنا النسيان! .. العهر كل العهر أن تختطف داخلية مرسي بنفس خسة ووضاعة داخلية مبارك، الصديق محمد الجندي ليلقى حتفه بعد حفلة تعذيب وحشية، ليقابل ربه ورفاقه شهداء النهضة السوداء، الحسيني أبوضيف، وجيكا، ومحمد كريستي!

مبادرتي لنبذ "العهر" ورفع الغطاء السياسي عنه، هي ما تحتاجه مصر هذه الأيام في تقديري، أما العنف فهو عرض لمرض العهر السياسي، فإذا اختفى العهر سيختفي العنف لا محالة!!

* عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي