الاثنين، 19 أبريل 2010

الرصاص وطريق الخلاص!

الرصاص وطريق الخلاص!
شعرت بحالة الدهشة المصحوبة بتلك الشهقة الانفعالية التي تنتابنا عندما يحدث أمر شديد الغرابة حينما سمعت تصريحات "النائب" نشأت القصاص عضو الحزب الوطني "الديمقراطي بالقوي" في الاجتماع المشترك للجنتي الدفاع والأمن القومي وحقوق الانسان، حيث قال لا فض الله فوه أن الداخلية تعاملت "بحنية" مع المتظاهرين يومي 6 و13 إبريل الماضي، وطالب سيادة "النائب" وزير الداخلية "الحنين" ضرب المتظاهرين (بالنار والرصاص الحي)، وقال أيضا سيادة "النائب" :"احنا 80 مليون بناقص شلة فاسدة –قصده على المتظاهرين يعني – عايزين يرجعوا انتفاضة الحرامية"

حينما سمعت هذا "النائب" يجلجل في البرلمان قائلا هذا الكلام عرفت مدى التردي الذي وصلت إليه البلاد في ظل حكم الحزب الواحد والرئيس الواحد مدة 30 سنة، فحينما يكون هذا تفكير نائب في البرلمان دوره الطبيعي هو مناقشة الحكومة والدفاع عن الأمة، يصبح الوطن في خطر شديد! .. الحقيقة أني فسرت كلام هذا "النائب" على نحوين:

الأول هو أن يكون "النائب" قد أراد أن (يجامل في الفرح) فزودها حبتين خصوصا أننا مقبلون على انتخابات برلمانية لعله يريد ضمان الكرسي في البرلمان الجديد، فتعامل بمنطق تقديم السبت حتى يجد الاثنين والثلاثاء إلى آخر الأسبوع، فقال كلاما هدفه توصيل رسالة إلى الكبار في الحزب الوطني "بتوع مصر بتتقدم بينا"، أنه أفضل من يضمن تقدم مصر إذ تقدم مصر المقصود هنا هو تقدم السيد جمال مبارك في الطريق نحو مشروع التوريث ليكمل المسيرة التي أوصلت مصر بعون الله إلى الحضيض!

أما الثاني فهو أن كلام النائب وغيره من نواب الوطني وحتى نواب "الكبدة" مقصود بالفعل والنظام قد بلغ مرحلة من العجز الشديد درجة أنه سيتعامل بمنطق يا روح ما بعدك روح!، خصوصا أن تلك التصريحات خرجت أيضا من مساعد وزير الداخلية للشؤون القانونية اللواء حامد رشاد حيث قال أن القانون يتيح للشرطة والأمن استعمال القوة وإطلاق الرصاص على المتظاهرين إذا أخلوا بالأمن العام، ويُـفهم الآن أن الكلام بجد، وأن الشرطة نفسها تتحدث عن إطلاق الرصاص!

المهم أن كلام سيادة "النائب" وكلام سيادة "اللواء" شابه جهل واضح حتى بالدستور المصري الذي ينص قي مادة رقم 47 على :" حرية الرأى مكفولة، ولكل إنسان التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير أو (غير ذلك) من وسائل التعبير فى حدود القانون، والنقد الذاتى والنقد البناء ضمان لسلامة البناء الوطنى." .. وكلمة (غير ذلك) تلك تعني بأي طريقة للتعبير ويدخل تحتها طبعا التظاهر السلمي وهذا أيضا مضمون بموجب التزامات مصر الدولية لحقوق الإنسان.

الأهم أن تلك التصريحات "النارية" إذا كاد أريد بها فقط التهويش، فهي ستسبب للنظام حرجا بالغا وتشويه سمعة أكثر مما هو في حالة مزرية، إذ سيتعامل معها المجتمع الدولي باعتبارها أمر خطير جدا على التزامات مصر بقوانين حقوق الإنسان والأمم المتحدة، وإذا كان أريد تلك التصريحات أن تكون رادعا للمتظاهرين ليشعروا بالخوف ويتراجعوا عن دعواهم المطالبة بالتغيير بسبب الأحوال الاقتصادية بالغة السوء والأحوال السياسية التي جعلت مصر الرسمية تعتبر غزة خطرا على الأمن القومي وتبني سورا فولاذيا معها بينما ترى في إسرائيل حليفا تصدر له الغاز بسعر أقل من سعر تكلفته .. فأحب أن أوضح أن تلك الكلمات ألهبت الحماس في قلوب الشباب الطامح للتغيير بأكثر من ذي قبل بمراحل، فبعد أن كانوا يتحملون الضرب والذل والإهانات فإنهم سلموا أمرهم إلى الله تعالى وقرروا أن دفع الحياة هو الواجب الآن في سبيل الحرية والعدالة والاستقلال الوطني من التبعية لأمريكا وإسرائيل، واتخذ هؤلاء الشباب شعار المرحلة القادمة "احنا فتحنا صدورنا خلاص .. أهلا أهلا بالرصاص"، فالرصاص الذي يريد نواب الحزب الوطني "الديمقراطي" اسكاتنا به سيكون هو الحافز لصوت يتمدد في الأفق ويسمع له صدى في كل أرجاء الكون .. صوت ينادي بالحق والعدل والحرية، وهكذا دائما كانت الثورات ..فقد يتحول هذا الرصاص إلى طريق الخلاص!

هناك 4 تعليقات:

وائل قريطم يقول...

قد يتحول هذا الرصاص إلى طريق الخلاص!
--------
تسلم إيدك ...أتشرف بأن أسجل مروري

مصري حر يقول...

صديقي العزيز وائل .. المدونة هي التي تشرفت بمرورك الكريم .. تحياتي

شريف فتحى جامع يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز م/ محمد عبد العزيز
تحية طيبة لكم أخى الحبيب و بعد .... /
طالعت عناونكم الذى كتبتموة على رأس مقاكلم الجيد " الرصاص و طريق الخلاص " تذكرت من كلمتكم أخى الحبيب التى كتبتموها " طريق الخلاص " تذكرت على إثر قرائتها أبيات من الشعر و كلمات من الغناء بصوت الرائع مغنى الثائرين الشيخ إمام .
أما بيت الشعر الذى تذكرته فيقول و للحرية الحمراء باب ..... بكل يد مضرجة يدق
أما غناء الرائع الشيخ إمام فيقول فى إحدى أبيات قصيدة جيفارا تقريبا فى ثلثها الأخير
يا تجهزوا جيش الخلاص .. ياتقولوا على العالم خلاص .
تذكرت هذا كلة أيضا بعدما طالعت مثلكم و مثل كل المصريين تصريحات الجاثم على صدورنا الحزب الوطنى ممثلا فى أحد نوابة الخاصة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين ساعتها لم أستغرب فهذا شأن كل الطغاة و الأنظمة الديكتاتورية التى شاخت و لم يعد لديها غير ناب أو نابين تدخرهما لأخر عضة أو نهشة ثم تسلم أنفاسها إلى من خلقها و علية حسابها و القصاص منها .
تذكرت أيضا أخى الحبيب و أنا أستعرض ذاكرتى أما عينى ردات الفعل القاتلة و المتهورة من الأنظمة الفاشية أو الأنظمة التى فقدت عقلها و صوابها مثل نظام أندونيسيا السابق و كيف تصدى لة الشباب .. شباب أندونيسيا الواعى الصامد بصدرة العارى أمام رصاصات هذا النظام المهترىء فصمد شباب أندونيسيا و أبلى بلاء منقطع النظير و إحتل مبنى البرلمان و تناقلت الصحف العالمية و المحلية صورة هذا الشباب و هو يفترش الأرض بعد أن لملم جراحة ثم ...... ثم جنى ماحصد و صبر علية ألا و هو التغيير التغيير الواعى و المنظم التغيير ذى الوجهة و الإتجاة الصحيحين التغيير المدروس فضحى الشباب و صبر و نال جائزتة بدمائة و عرقة و كدة و فكرة المستنير الواعى ..
و للحديث بقية حينما أراك إن كنا من أهل الدنيا
تحياتى و تقديرى لك
شريف جامع

مصري حر يقول...

أخي وصديقي شريف فتحي

أتفق معا تماما في أن الأنظمة الاستبادادية حينما تشعر بالخطر على وجودها تتصرف بقمة الغباء ودائما ما يكون غباءها ذلك هو ما يسرع بزوالها ربما أكثر من ثورية الثوار أنفسهم! .. فكما ضربت أنت مثل سوهارتو ديكتاتور أندونسيا السابق أعتقد والله أعلم أن اطلاق الرصاص كان له الأثر الأكبر في ازدياد مشاعر الغضب عند المتظاهرين .. كذلك ثورة الخوميني في ايران ستجد ان يوم الاربعين لوفاة شهداء الثورة كان أكثر شراسة في التظاهر من الأيام السابقة ثم حدث قتلى جدد فكان يوم الأربعين لهم أكبر وأكبر في أعداد المتظاهرين واستمرت موجات القتلى وموجات التظاهر إلى أن تداعى نظام الشاه تماما وسقط في النهاية .. أجد أن العصيان المدني السلمي هو الطريق الوحيد للخلاص والعصيان المدني يكسب قوة غير عادية فلك أنت تتخيل أن يتم اطلاق النار على المتظاهرين وهم لا يملكون الا فتح صدورهم .. هذا المشهد اتخيل انه سيؤثر كثيرا في عساكر الأمن المركزي وسيحدث تمرد في صفوفهم بل قد يرفض الكثير من الظباط الوطنيين اطلاق النار ويكسرون اوامر رؤسائهم .. أرى مصر على أهبة التغيير الأهم القيادة الحقيقية الاتجاه الصحيح للتغيير حتى لا تتحول الأمور الى فوضى لا يريدها احد.

تحياتي
محمد عبدالعزيز