عن حصار غزة ومجدي حسين
استدعت الفضيحة الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي بعد الهجوم القرصاني على أسطول الحرية لفت النظر إلى فضيحة آخرى من نفس العينة لكن للنظام المصري "الحليف الاستراتيجي لإسرائيل"!. لولا أن مصر "الرسمية" تحاصر غزة - من أجل عيون إسرائيل - لما جاءت تلك السفن من ٤٠ دولة حول العالم تكسر الحصار حاملين رؤوسهم على أيديهم معرضين أنفسهم لخطر الموت في سبيل كسر الحصار (الاسرائيلي - المصري). كانت ستدخل تلك المعونات عبر معبر رفح معززة مكرمة لو أن سيادة مصر على المعبر سيادة حقيقية لكن الواقع أن سيادة مصر قد تلاشت بفضل سيادة الرئيس!
التصرف الإسرائيلي بمنتهى القسوة ضد كل من يفكر في كسر الحصار عن غزة جعلني أتذكر أن النظام المصري أيضا قد سبق إسرائيل في ردع كل من تخول له نفسه - ولو خيالا - أن يكسر الحصار على أهلنا الصامدين في القطاع!. تذكرت الكثير من القوافل التي منعتها قوات الأمن "المصري" قبل الوصول إلى سيناء، والأخرى التي فرقتها قوات الأمن "المصري" بالقوة والاعتداء على منظميها من أمام مجلس الدولة، وتلك التي منعتها قوات الأمن "المصري" بالقبض على العشرات من النشطاء السياسيين المتضامنين مع غزة من وسط البلد!
تذكرت أيضا ما جرى للمناضل مجدي أحمد حسين، فالرجل سبق الجميع - كعادته - في النضال من أجل كسر الحصار (المصري) على غزة وقام بتأسيس "اللجنة المصرية لكسر الحصار عن غزة" في عام 2007م، ثم قام بفعل متقدم جدا - كعادته أيضا - حينما دخل إلى غزة كاسرا الحصار فعليا بعد العدوان الإسرائيلي البربري على القطاع مباشرة في أواخر عام ٢٠٠٨م. أصابت جرأة مجدي حسين على الحصار ذعر النظام المصري فهو لا يقبل أي مساس بإسرائيل وأمنها القومي!!، لذلك تمت إحالة مجدي حسين إلى محاكمة هزلية عسكرية بتهمة التسلل من غزة إلى مصر وحكم عليه بالسجن لمدة عامين وغرامة ٥ آلاف جنيه. لذلك شعرت بالدهشة حينما أخذت أتابع نشرات الأخبار في التلفزيون الرسمي المصري منذ العدوان الإسرلئيلي على أسطول الحرية لأجد أحد الأخبار "الثابتة" يوميا أن معبر رفح مفتوح لليوم "......" على التوالي!، ومع مرور يوم جديد يبقى الخبر كما هو بعد إضافة واحد إلى الرقم السابق!!. لن أخوض في تفاصيل تتعلق باللياقة الإعلامية والمهنية فهذا الخبر يدخل في نطاق الإعلان وليس الإعلام!، لكن الأهم من ذلك أنه ثبت - بالدليل العملي - أن "الإشاعة" التي يروج لها يوميا عبر التلفزيون الرسمي بأن معبر رفح مفتوح هي درب من دروب الوهم ومحض خيال أو كلام ليل يسيح مع أشعة شمس الصباح!. فحين نظمت القوى الوطنية قافلة جديدة بعد أسطول الحرية مصدقين تلك الإشاعة بأن المعبر مفتوح لم يتم السماح لهم بدخول غزة وقال لهم أمن المعبر "المصري" أنه يجب علينا استئذان إسرائيل!!
لا أصدق أن الرئيس مبارك يريد كسر الحصار عن غزة. فالرئيس مبارك بشهادة شاهد من الأهل - بنيامين بن آلي عاذر - كنز إسرائيل الاستراتيجي!، وكتب كبير المحللين في جريدة هآرتس الإسرائيلية ألوف بن " إنه علينا أن نصلي من أجل سلامة مبارك وبقاؤه إلى الأبد ليبقى (معنا)!!". وعدم تصديقي ليس فقط نظريا مبنيا على التحليلات بل عمليا بسبب ما حدث لقافلة اللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة، وأيضا عدم الإفراج عن مجدي أحمد حسين!. فإذا كان مجدي حسين قد كسر الحصار وهذه "تهمته" التي اعتقله النظام بسببها فكيف نطمح من سجانه - بسبب تلك التهمة المشرفة - أن يكسر هو الحصار!
هناك تعليق واحد:
أسجل مروري وإعجابي .
تقديري لك
إرسال تعليق