الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

شرع الله بالقتال !






شرع الله بالقتال!

بقلم – محمد عبد العزيز*


هل نحن مقبلون على دوامة من العنف، تحديدا عبر قطاع من السلفيين الجهاديين طلبا لشرع الله – كما يفهموه – وسعيا لفرض هذه الرؤية في الدستور ولو بالقوة؟!

نحن لا نتحدث عن خيال متشائم، بل عن أمر واقع علينا التعامل معه بجدية تامة، فاحتمال تحول قطاع من السلفيين والجهاديين القدامى إلى العنف بالسلاح أمر وارد جدا، بل وصل أن قالها بعض قادتهم بالتلميح تارة وبالتصريح تارة أخرى، فبعض من قادة السلفيين في مصر وشيوخهم ربطتهم علاقات خاصة بجهاز أمن مبارك قبل الثورة، حتى وصل الأمر أن حرم هؤلاء الديمقراطية نفسها، وحرم الانتخابات وتكوين الأحزاب، وما أن قامت الثورة وتم إزاحة مبارك وكسر جهازه الامني، قام بالفعل نفس الشيوخ الذين حرموا الانتخابات وتكوين الأحزاب، بتكوين أحزاب جديدة مثل حزب النور وحزب الجماعة الإسلامية المسمى البناء والتنمية وحزب الأصالة الذي يرأسه لواء سابق كان مساعدا لحبيب العادلي ومديرا لأمن الإسماعيلية هو عادل عبد المقصود عفيفي، ثم أطلق لحيته وتحول إلى الشيخ عادل عفيفي من قيادات التيار السلفي!!، وشارك هؤلاء الذين حرموا نزول الانتخابات في أول انتخابات بعد الثورة، وحصلت قائمة حزب النور على ربع المقاعد تقريبا، وأصبح وجود السلفيين في الحياة السياسية السلمية أمر ظاهر ومحسوس، حزب أو بالأدق تحالف انتخابي له ربع مقاعد البرلمان تقريبا، إلا أن ظواهر على السطح توحي بأن استمرارهم بهذه الصورة السلمية بات مشكوكا فيه!

نتيجة للفراغ الأمني الذي خلفته اتفاقية كامب ديفيد في سيناء، نمت عناصر جهادية مسلحة هناك، وقامت هذه العناصر المسلحة بشن حرب ضد الجيش المصري والأجهزة الأمنية في سيناء، وحدثت الكثير من التفجيرات في أقسام الشرطة بالعريش والاعتداء المتكرر على دوريات أمنية، وقصة انتشار التنظيمات المسلحة في سيناء ربما تحتاج إلى أكثر من مقال خاص، لكننا سنكتفي هنا بالإشارة إلى أن صحراء سيناء الواسعة، الغير خاضعة لسيطرة القوات المسلحة نتيجة لترتيبات كامب ديفيد، تتحول بالتدريج إلى بؤر لتدريب هذه العناصر الجهادية على السلاح!، بعيدا عن سيطرة الأجهزة الأمنية المصرية.
التطور الأخطر في الأمر، أن مؤتمرا بعين شمس، عقدته عدة فصائل من تيار الإسلام السياسي تحديدا من جناحه السلفي، تحدث فيه قيادات من التيار السلفي عن تطبيق الشريعة كما يفهمومها في الدستور الجديد، وظهر من كلامهم ما يستدعي القلق، حيث قال محمد صلاح القيادي بالجماعة الإسلامية أن الجماعة "ستنزل الميدان (وتقاتل) على تطبيق الشريعة ولو تطلب ذلك إراقة دماء"!!، وقال عاصم عبد الماجد رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية "أننا سنحشد بالملايين (للجهاد بالنفس والمال) في معركة نصرة الشريعة"!، وفي نفس المؤتمر قال عبد الآخر حماد عضو مجلس شورى الجماعة "على أعضاء الجماعة الإسلامية تجييش أنفسهم والاستعداد لمعركة تطبيق الشريعة"، الأكثر إثارة للدهشة أنه قال أن الأزهر الشريف لا يرغب في تطبيق الشريعة، وهذه الجملة تظهر حقيقة النوايا، فهم يريدون تطبيق الشريعة على مقاسهم، وحسب رؤيتهم الوافدة من حيث آبار النفط الخليجية، فهم يعتبرون الأزهر الشريف منارة الإسلام الوسطي في العالم، لا يرغب في الشريعة!!، ثم عاد نفس الأسلوب في المتاجرة الرخيصة بدين الله، حيث اعتبروا أن التصويت "بنعم" على مسودة الدستور بشكلها الحالي "حرام شرعا" ..  بل وصل أن قال اللواء السابق والشيخ الحالي عادل عفيفي، أن الذي يصوت على الدستور بنعم "مرتد وسيلقى في النار!!"،  بعد أن كان التصويت "بنعم" في التعديلات الأولى واجب شرعي، وكأن الآية الكريمة )وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُون( ]البقرة:41[ قد نزلت فيهم!!
 إن الذين يدعون تطبيق شرع الله بإراقة دماء أبناء وطنهم، لم يفهموا عمق رسالة الإسلام السمحة، بل يتاجرون بالدين، فتارة التصويت بنعم حرام شرعا، وتارة واجب شرعي حسب أهواءهم السياسية، ويعتبرون الأزهر الشريف خارج عن شرع الله الذي يفهموه!، ونحن نقول لهم أنتم أكبر خطر على الإسلام نفسه، ربما أكثر من أعدائه، فقد قال تعالي (ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)  ]  آل عمران : 159[
*عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي .. منسق شباب حركة كفاية

هناك تعليق واحد:

لست إلا أنا يقول...

http://justme2020.blogspot.com/