الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

لا تقربوا الصناديق!

لا تقربوا الصناديق!

أيها المصريون .. لا تقربوا الصناديق .. الصناديق فيها تزوير قاتل .. هذه هي الحقيقة ببساطة، ما سوف يحدث يوم الأحد القادم ليست انتخابات ولا تمت للانتخابات بأي صلة نسب، بل جريمة بحق هذا الشعب، وفعل فاضح في الطريق العام!

لست قاسيا أو سوداويا، لكنها الحقيقة مهما كانت مرة، كنت بكل تأكيد أتمنى أن يكون لدينا انتخابات – كباقي خلق الله – ويحدث فيها تنافس نزيه، وبرامج، ومراقبة، وأشياء من تلك التي يتحدثون عنها في كل العالم بينما نسمع عنها وكأنها من قصص الخيال العلمي أو أساطير الأولين أو هي المتسحيل الرابع لثلاثية الغول والعنقاء والخل الوفي. لكن كلما نقترب من إسدال الستار الأخير يوم 28 نوفمبر أتأكد أكثر وأكثر أنه قد غرر بالبعض ودخلوا في لعبة افتراضية كما في ألعاب البلاي استيشن فتوهم هؤلاء المساكين أن لدينا معركة كبرى ويتحتم علينا "الاستشهاد" عند الصناديق، والجهاد الأعظم لنحمي أصواتنا، لكن يا ولداه لن يرى أحد لا صناديق ولا غيره .. المفارقة أن ذلك "بالحرف" كلام رئيس لجنة الانتخابات وليس العبد لله المعروف أنه من أنصار المقاطعة تصويتا وترشيحا أصلا!

في إحدى "تجليات" المستشار السيد عبدالعزيز عمر رئيس اللجنة العليا للانتخابات، وفي حوار مع الإعلامية لميس الحديدي يوم الأحد 21 نوفمبر الجاري ببرنامجها من قلب مصر على قناة نايل لايف قال سيادته حرفا: "لا توجد مراقبة على الانتخابات المصرية" .. صلاة النبي أحسن .. موضحا سيادته أن هناك فرقا بين المتابعة والمراقبة، والفرق كما يراه رئيس لجنة الانتخابات أن المتابع يكتفي برصد العملية الانتخابية من خلال "المشاهدة والملاحظة"، "ولا يمكنه توجيه الأسئلة لرؤساء اللجان الفرعية كما في صلاحيات المراقب" .. كيف الحال الآن؟!، مختتما سيادته تلك الوصلة من التجليات بقوله: "في كل الأحوال لن يسمح لمنظمات المجتمع المدني والصحفيين بدخول مقار اللجان الانتخابية" .. يا حلاوة!. وفي تجليات أخرى سابقة لسيادة المستشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات، في حوار أجراه الزميل الصحفي صابر مشهور معه لجريدة الشروق المصرية نشر على جزئين، وفي الجزء الأول بتاريخ 30 أكتوبر 2010م اخترنا لك بعض المقتطفات والتجليات الآتية :

س: كيف سيتم اختيار أعضاء اللجان الفرعية المشرفين على الصناديق؟
ج: من موظفي الحكومة (!)

س: ماذا لو اتضح أن هناك موظفين أعضاء في الحزب الوطني؟
ج: لا يوجد مانع (!)

س: هل معنى هذا أن موظفا من الحزب الوطني سيتولى الإشراف على انتخابات يشارك فيها مرشح حزبه؟!
ج: والله (قالوا) إن هذا غير مهم، طالما أنه غير مؤثر في الانتخابات (!!!!)

س: من الذين (قالوا)؟!!
ج: لم يجب!!

أما في الجزء الثاني من الحوار سأكتفي بقول المستشار رئيس اللجنة أن نزاهة الانتخابات تتوقف على (نوايا) الحكومة!! .. هكذا إذن .. السيد المستشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات بنفسه وجلالة قدره لا يستطيع أن يضمن نزاهة الانتخابات وإنما ببساطة الأمر كما قال هو – وهو صادق وأحييه على صدقه – يتوقف على نوايا الحكومة!!

أيها المصريون .. الانتخابات زورت قبل أن تبدأ، والمقاعد وزعت قبل أن توضع البطاقات في الصناديق، والأمر كله مسرحية سخيفة لا معنى لها، بل إن أكبر فصيل معارض مشارك وهم جماعة الإخوان المسلمين قالوا بأنفسهم بأن "النظام حسم أمره وقرر تزوير الانتخابات"، وهي العبارة التي وضعتها قناة الجزيرة على شريط الأخبار نقلا عن الجماعة، وقال الدكتور محمد البلتاجي عضو الكتلة البرلمانية للإخوان والمرشح عن دائرة شبرا الخيمة أول: "إننا مستمرون لفضح عدم مشروعية البرلمان القادم، وأن ذلك البرلمان لا يصلح لأن يقسم أمامه رئيس الجمهورية القادم" .. الحمد لله .. هذا ما قلناه من البداية البرلمان القادم غير شرعي، وبالتالي الأولى هو الانسحاب الجماعي للقوى "الجادة" ولا أتحدث عن الوفد والتجمع والناصري فتلك أحزاب لجنة السيد صفوت الشريف!!. إلى كل المرشحين اعلموا أن الخاسر منكم قد خسر منذ أن ترشح وقبل بتلك المسرحية السخيفة، وأن الفائز منكم – إن وجد – فهو خاسر أيضا لأن البرلمان القادم غير شرعي ولن نعترف بذلك العبث أبدا. وما سيحدث هو فـُجر انتخابي وليست انتخابات قط! .. لكن لا زال هناك فرصة للانسحاب الجماعي.

أيها المصريون .. قاطعوا .. لا تقربوا الصناديق .. لا تكونوا شهود زور على وجود انتخابات وهذا أمر غير حقيقي .. تمسكوا بالمقاومة السلمية والعصيان المدني فهما طريق النجاة من هذا النظام غير الشرعي .. أيها المصريون .. ظهر الحق، وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا!

هناك 4 تعليقات:

رحلتنا في الحياة يقول...

امممممم مش عارفة اقولك ايه انا اول مرة هروح المرة دى ومش فكرة مين اللى هيكسب لانى واثقة ان فيه تزوير والانتخابات كلام فاضى بس انا على الاقل من حقى اروح ولو هبطل صوتى

Ahmed melad يقول...

تماما
هذا عين ما أؤمن به
تحياتي و تقديري

باحث مصرى يقول...

بأختصار .. كل من يشارك فى انتخابات ادمن النظام على تزويرها منذ 30 عام وكانت احد اسباب اضفاء نوع من الشرعية على نظام لايملك اى شرعية فهو مشارك فى اضفاء شرعية ولو مزيفة على هذا النظام وبالتالى هو مشارك فى جريمة تزوير ارادة شعب مصر وسوف يحاكم ولو تاريخيا

احمد العناني يقول...

مقال جميل ومنظم
تسلم يا عزيز