الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

انتهى الدرس يا جنرالات!



انتهى الدرس يا جنرالات!

السادة الجنرالات .. حان وقت المصارحة، وتحديد المقامات، فلا يصح ولا يليق أن يهان الثائر، ويكرم الفاجر، السادة الجنرالات، حين قمتم بأسر علاء عبدالفتاح، لم تكن هذه الفعلة النكراء، مجرد حبس لناشط سياسي، لم يعجبكم أراؤه، بل كانت عملية انقلاب كامل على ثورة، ثورة هي السبب في الجاه الذي أنتم ترتعون فيه الآن، وإذا كنتم نسيتم أو تناسيتم، فنحن لا ننسى، السادة الجنرالات، إنكم تدفنون الثورة، وتحرقون أغصان الزيتون.
السادة الجنرالات، يبدو أنكم نسيتم أنه حين كان علاء عبد الفتاح ورفاقه يسحلون ويعتقلون في الشوارع عام 2006م، من أجل قولة حق في وجه المخلوع، كنتم من مشيركم لفريقكم للوائكم، تؤدون التحية العسكرية وأنتم صاغرون لعميل أمريكا وإسرائيل الأول!، ولم يكن أحد من الذين يرفعون أصواتهم اليوم منكم، أو يشيرون بصباعهم، يهددون الثوار، ويحبسون الأحرار، يقدر وقتها أن يرفع طرف عينه في وجه سوزان مبارك، ولم يكن يقدر أن يتفوه في حضرتها بغير كلمة "ست هانم"!!، نسيتم أن مكتب جمال مبارك كان في دار القوات الجوية، وهو المكتب الذي أطلق عليه "المكتب المؤمن" لشدة تأمينه وحراسته من جانبكم، وسريته وتبعيته للرئاسة، وهو المكتب أيضا الذي كان يجتمع فيه جمال مبارك وحبيب العادلي وزكريا عزمي وصفوت الشريف، لمتابعة خطة التوريث، كان ذلك يتم على مرأى ومسمع منكم، ولم يفتح أحد فمه، أين كان الفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية؟!، ألم يكن يعلم أن مشروع التوريث يخطط له في عقر داره؟!!، أم أن الطائرات الحربية F16  التي حلقت فوق رؤوسنا يوم 30 يناير، كانت رسالة أن قيادة القوات الجوية لازالت على العهد مع المخلوع، وابنه!!

السادة الجنرالات، لسنا مدينين لأحد، فكلامكم خالي المعنى والمضمون، وحتى اللياقة، أنكم حميتم الثورة، ولم تطلقوا النار على المتظاهرين، ليس له قيمة أو معنى، فقد ثبت من كلام المشير طنطاوي نفسه أنه لم يطلب أحد منكم إطلاق النار أصلا!، وإن طلب أحد إطلاق النار فلم يكن بمقدوركم فعل ذلك، ليس منة أو تفضلا منكم، ولكن وطنية الجيش المصري هي الأصل والمعنى، فالجيش المصري عبر تاريخه لم يدخل في صدام واسع مع الشعب، لأنه ببساطة جيشا للشعب، وليس جيشا للنظام، أو كتائب مرتزقة، جيش قائم على التجنيد الوطني العام، وصف ضباطه وجنوده هم أولاد وإخوة الشعب، أما أنتم يا جنرالات،  فلا يصح لأحد أن يفاخر أنه شريف، فالأصل هو الشرف، ولا يصح لزوجة أن تذكر زوجها صباحا ومساءا أنها صاحبة فضل عليه لأنها لا تخونه!!، بالعكس يا جنرالات، نعلم يقينا أنكم لم تؤيدوا الثورة يوما، ولعلكم تذكرون أن أول عربات للجيش نزلت ميدان التحرير مساء 28 يناير، كانت عربات تابعة للحرس الجمهوري، بمهمة نقل الذخيرة لقوات الداخلية المنهكة، وقام الثوار بحرقها، أنسيتم يوم موقعة الجمل، حين كان اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية يشكل غرفة العمليات بالمتحف المصري، بينما هجوم البلطجية الأقوى كان من جهة المتحف المصري أيضا!!، من سمح للبلطجية راكبين الجمال والخيول والحمير، أن يأتوا من الهرم وحتى التحرير دون اعتراض، ألم يظهر اللواء الرويني نفسه بصحبته اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية، في فيديو تدوالته مواقع الانترنت، يظهران فيه بعد هزيمة بلطجية مبارك، في اليوم التالي لموقعة الجمل، وهو يطالب الثوار بمغادرة الميدان، نعلم يا جنرالات أنكم رغم علمكم الدقيق، بفساد مبارك ونظامه، كنتم – ولا زلتم – تدينون له بالولاء، لكننا تجاوزنا، ولم نفتح الملفات القديمة، أما وأنتم تصرون الانقلاب الكامل على الثورة، وأسر شبابها، فإننا لن نتجاوز عن شئ مهما كان صغيرا، وعلى الباغي تدور الدوائر، تصرون على السير في ذات الطريق الخاسرة، تحولتم إلى قيادة للثورة المضادة، ترعون الفلول، وتحبسون الثوار، لكن اعلموا، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
السادة الجنرالات، حان وقت الحساب، فمدرعاتكم الطائشة التي دهست شباب هذا الوطن، يوم ماسبيرو الأسود، كانت تابعة للشرطة العسكرية، والمسؤول هنا هو اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية، السادة الجنرالات، إعلامكم الكاذب أراد إحداث فتنة طائفية، والمسؤول هو وزير إعلامكم أسامة هيكل، السادة الجنرالات، أنتم كمجلس بالكامل، تقومون بدور رئيس الجمهورية، وتتحملون مسؤولية حالة الانفلات الأمني، وعدم تطهير الداخلية، التي تقود عبر تنظيمها السري إلى الآن جيوش البلطجية، لتكفير الناس بالثورة، أنتم تنحازون للكبراء، وأصحاب المليارات، وتسحقون الفقراء، وأصحاب الفتات!
السادة الجنرالات، تعتقدون الآن أن مصر تحولت إلى وكالة بلا بواب، وأن كل فرد فيكم ملك، يريد أن يملك، ويحكم، ويتحكم، و جعلتم النيابة العسكرية هي مكان من يعترض أو يفتح فمه من الشرفاء الذين بتضحياتهم الجليلة، أصبحتم في هذه "الأملة" التي لم تحلموا بها، فحين كتب الصحفي المحترم محمود الضبع في صوت الأمة، أن ابن اللواء ممدوح شاهين، قد تم تعينه معيدا، متخطيا دفعة كاملة، ما كان منكم إلا تحويل الصحفي للنيابة العسكرية!!، وكأن ابن اللواء شاهين قضية أمن قومي!!، والآن نعلمكم أنه قد تم كسر هذا الطوق الذي تضعونه حول أعناقنا، ولم يعد يخيفنا شئ، وأن أسوار سجونكم وأغلالكم الحمقاء، لا تمنع أفكارنا من الطيران للسماء، فالصحفي الشريف محمود الضبع ورئيس تحرير صوت الأمة المناضل عبد الحليم قنديل، قد رفضا المثول أمام النيابة العسكرية، وكذلك فعل المناضل علاء عبد الفتاح حين رفض الاعتراف بشرعية نيابتكم العسكرية، ألم تفهموا بعد، إن شرعيتكم قد تعرت، وإن قوتكم بانت ضعفها، يا جنرالات أقصى ما يمكنكم فعله بنا، هل هو قتلنا؟!، يا أهلا بالشهادة في سبيل الحق والحرية والكرامة، ألديكم ما هو أقوى من القتل؟!، إنكم لم تتعلموا الدرس، من عرف الموت، لا يخافه.

السادة الجنرالات، إن ما فعله علاء عبد الفتاح درس يحتذى به، فلتحولونا جميعا للنيابة العسكرية، فهذا لا يعني أبدا أنها شرعية، ومن تأسروه منا هو في عداد المخطوفين، فتحويل الثوار للنيابة العسكرية باطل، لتقتلونا، أهلا بالشهادة، لكن اعلموا جيدا أنه لولا ثورتنا التي اعتبرتموها نكسة، لكنتم تؤدون التحية العسكرية لجمال مبارك وأنتم صاغرون، كما أديتوها للمخلوع، لا أحد يقدر على حصار فكرتنا، لا أحد يقدر على هزيمة إرادتنا، لا أحد يقدر  قتل  ثورتنا .. انتهى الدرس يا جنرالات.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بجد كلام واضح جدا وفي الصميم وربنا يحيميك وربنا يستر