السبت، 12 نوفمبر 2011

اعتذار من ثوار مصر .. إلى ثوار البحرين



اعتذار من ثوار مصر ..إلى ثوار البحرين



"من صارع الحق صرعه"، هكذا صهر الإمام علي - كرم الله وجهه - معاني عميقة، في جملة بسيطة، فلا أحد يقدر أن يهزم الحق، ولو كان يملك "قوات درع الجزيرة"، أو ألف درع وسيف، فالحق أحد من حد السيف، وأكثر صلابة من أصلب درع.

إخواني الثوار في البحرين، اسمحوا لي أن أعتذر، كثائر من مصر العروبة، إليكم شعبنا وأهلنا في البحرين، فكثيرا رددنا هتافنا الشهير، "من مراكش للبحرين .. شعب واحد  لا شعبين"، نعم نعتذر يا ثوار البحرين، فالجميع لا يأبه بدمائكم الساخنة الفوارة، انشغلنا عنكم كثيرا كثيرا، وحان الوقت كي تعود الأمور لطبيعتها، فثورة البحرين الأبية ظلمت بما فيه الكفاية، ثورتكم الأبية حاصرها الكذب والافتراء والتضليل، وفتاوي شيوخ السلطان، الذين يلعقون أحذية حكام الخليج، قبل هؤلاء بمقايضة رخيصة، باعوا ضمائرهم وفتاويهم مقابل حفنة من دولارات ودنانير وريالات النفط، قالوا عن تحركات أهلنا في البحرين طائفية، وبرروا بكل خسة ونذالة، لقوات درع الجزيرة سحق المعارضين، فتوسعت دائرة الثأر، وبينما كان الثوار في البحرين يطالبون بإصلاحات داخلية، أصبح لديهم ألف حق وثأر عند كل نظام خان العروبة والإسلام، وتورط في قتل الشعب البحريني الصامد، يا حكام الضلالة، القاتل يقتل ولو بعد حين، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.

أيها الكاذبون المنافقون .. عن أي طائفية تتحدثون؟!، والمطالب كانت – ولا زالت – إقامة ملكية دستورية، عن طريق صياغة دستور جديد، يجري بموجبه اختيار الحكومة من برلمان منتخب، وليس عن طريق تعيين الملك لرئيس الوزارء، فرئيس وزراء البحرين – عم الملك – يقبع في منصبه هذا منذ 40 عاما!!، هل حينما يطالب الثوار في البحرين بإلغاء دستور 2002 الذي يجعل من البرلمان ديكورا سخيفا لنظام ديكتاتوري، يعتبر ذلك مطلب طائفي؟!، هل حينما يطالب الثوار في البحرين بإلغاء الصلاحيات التشريعية لمجلس الشورى الذي يعينه الملك، يعتبر ذلك طائفية؟!، هل مطالبات مثل الإفراج عن المعتقليين، وإطلاق حرية تكوين الأحزاب، وحرية الرأي والتعبير، تعتبر مطالب طائفية؟!، نعلم أن طغاة العرب قد خاصمهم الكرى، بعدما رأوا بأم أعينهم ما جرى!،  بعد عودة الدم للشرايين العربية، فخرجت الشعوب التي قد ظنوا طويلا أنها ماتت، خرجت تطالب بالعدل، والحرية، والاستقلال من التبعية للأمريكان والإسرائيليين، شعر حكام الضلالة بالخطر؛ فعقدوا التحالفات للحفاظ على عروشهم، وعلى ثروات شعوبنا في كروشهم، وعلى وجه الخصوص منطقة النفط، فأمريكا تخشى ظهور ثورات تطالب بالاستقلال والتقدم هناك، الاقتصاد الأمريكي كما نعلم في أسوأ أحواله، واحتجاجات وول استريت والأزمة المالية العالمية يؤكدان شرخ يتسع كل يوم في المنظومة الرأسمالية، لذلك أي هزة تبعد أمريكا من السيطرة على منطقة النفط، فإنها تعني ببساطة قرب زوال الإمبراطورية الأمريكية، فالاقتصاد الأمريكي كما قلنا لن يتحمل مفاجآت في تلك المنطقة تحديدا، لذلك لم يفتح أحد من الغرب فمه إزاء ما يجري في البحرين، فالشهداء يتساقطون، وكل جنازة معرضة لأن تتحول إلى جنازات جديدة، وآخرها ما جرى في جنازة علي الديهي والد المعارض البحريني حسين الديهي نائب رئيس جمعية الوفاق البحرينية، حيث واجهتها قوات الأمن بوحشية كالعادة، حتى علي الديهي 70 عاما لم يسلم من وحشية كذبهم، وهو يقابل وجه ربه الكريم، فالسلطات البحرينية قالت إن وفاته نتيجة إصابته بسكته قلبية، بينما تعرض الرجل السبعيني العمر لهجوم بشع أمام منزله عن طريق قوات مكافحة الشغب، أصيب بجروح بالغة وتوفى على إثرها!

وحين كانت السلطات البحرينية تكذب، وتعتقل، وتقتل في ثوار البحرين، كان حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، يزور المخلوع العميل مبارك في جناحه الرئاسي بالمركز الطبي العالمي، والزيارة جاءت بترتيب وضغوط سعودية واضحة، بعد تهديد سوزان مبارك بفضح الأسرار السياسية والاقتصادية والجنسية لحكام النفط، جاء حمد ليصافح مبارك، فاختلط الدم المصري والبحريني، فكلتا اليدان آثمتان، تقطران دما واحدا، فالدم المصري هو الدم البحريني، دم عربي واحد، والقاتل واحد، فكلا الطاغيان جواسيس للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وحمل حمد معه مستندات مالية كبيرة بمليارات الدولارات، ليتم تحويلها بعد توقيع مبارك عليها لحسابات آمنة، حتى لا يسترجعها القضاء المصري، وفقا لبيان أصدره إخواننا الثوار من حركة "أنصار ثورة 14 فبراير" البحرينية، وتظاهر الأحرار بالآلاف في العاصمة البحرينية المنامة تنديدا لزيارة طاغيتهم حمد بن عيسى، لطاغيتنا مبارك، حقا ما أروعكم يا إخواني، نشكر لكم تقديركم لثورتنا المصرية، ونؤكد على اعتذارنا لكم حين انشغلنا عنكم طيلة الشهور الماضية، ونؤكد أيضا أن من سمح لهذه الزيارة المشبوهة أن تتم هو المجلس العسكري المتواطئ مع نظام مبارك، فثوار مصر يقفون معكم بكل وجدانهم، ويرفضون تدنيس أرض مصر العروبة باستقبال قاتل الشعب البحريني حمد بن عيسى.

إخواني ثوار البحرين، اثبتوا .. فمن صارع الحق صرعه، ومهما طال ليل الظلم والقهر، غدا تشرق شمس العدل والحرية، إخواني ثوار البحرين، ليكن إيمانكم شعلة لا تنطفئ، قلوبنا معكم، ودعاؤنا لكم بنصر قريب بإذن الله.

هناك تعليق واحد:

نحو الذائبين يقول...

كل الشكر لمدون مصري حر
الإنسانية كلها تدين للإعتذار لثوار
البحرين.
حقاً نحن بزمن الذهب الأسود أثمن وأغلي من دماء البشر.

شكراً لمقالك الرائع