شرعية الرئيس!!
ما حدث أمام مجلس الدولة يوم 4 مايو الماضي في عيد ميلاد رئيس الجمهورية له دلالات واضحة ولا يمكن أن يمر مرور الكرام، فمنذ الصباح الباكر انتشرت قوات الأمن بملابسها المدنية والعسكرية – مش حارمنا من حاجة – وفرضوا حصارا أمنيا كثيفا على مجلس الدولة من كل الجهات واحتلت فرق الكارتيه "ربنا يديها الصحة" سلم المجلس حيث كان المقرر تنظيم وقفة احتجاجية عليه أثناء عرض قضية تصدير الغاز لإسرائيل لنعبر عن رفضنا لهذه الصفقة التي تجرح كل مصري شريف في كرامته وفي نفس الوقت لنعلن بصوت واحد أن عيد ميلاد السيد الرئيس ليس يوما مقدسا كما يردد الكتبة الرسميون أو من يجب تسميتهم الوفد المنافق للسيد الرئيس!!
وكانت الصورة كالعادة سوداء – من كثرة رجال الأمن المركزي- والبلطجية الذين منعوا الكثير من النشطاء من الدخول إلى مجلس الدولة واعتقلوا العشرات منهم بل وصل الأمر إلى اعتقال الصحفيين والاعتداء عليهم بالضرب وهو ما حدث مع أسماء نصار الصحفية بجريدة الدستور التي قال لها رجال أمن الدولة – إن جاز وصفهم بالرجال- انت ايه اللي شغلك في الصحافة وكمان في جريدة معارضة!! وسهام شوادة الصحفية بالأهالي وهنا يتضح جليا مدى العجز والفشل والترهل الذي وصل إليه نظام مبارك فأصبح يحافظ على المظاهر الاحتفالية الساذجة والملفقة والتي لا يصدقها أحد عن طريق الاعتداء بالضرب على الفتيات والصحفيين الذين منعوا بالقوة من تصوير أي حدث من الأحداث الجلل الحادثة وحين حاول البعض التصوير خلسة اعتدوا عليه وصادروا كاميراتهم وتليفوناتهم المحمولة كما منع كل مراسلي الفضائيات من التغطية وتم تهديدهم بطريقة مباشرة بأن "اللي هايصور هناخد كاميرته ونكسرها!!"
الأمر الآخر الذي يمثل سابقة خطيرة وهو منع المحامين من دخول المجلس مثل ما حدث مع المحامي عصام سلطان الذي أثبت في محضر الجلسة أنه تعرض للإيقاف مدة 45 دقيقة من دخول المجلس وهو الأمر الغير مفهوم وغير مبرر والاعتداء والقسوة في التعامل مع المحامية وفاء المصري أثناء المظاهرة حين محاولتها منع البلطجية من ضرب الصحفية سهام شوادة فضلا عن اعتقال 20 ناشطا في هذا اليوم دون توجيه أي تهمة لهم واحتجازهم لمدة 18 ساعة في عربات الترحيلات دون أي مسوغ قانوني إلا أن الرئيس يود الاحتفال بعيد ميلاده من غير دوشه!!
كل ما سبق يأخذنا إلى نتيجة واحدة وهي أن النظام الذي لا يستند إلى أي قاعدة شعبية معبرة عنه ويحافظ فقط على هيبته من خلال عصا الأمن المركزي هو نظام فاقد لأي شرعية وأيامه معدودة ولم يعد ينفع التلميح والكلام المائع حين الحديث عن الرئيس شخصيا الذي يتحمل كل ما تتعرض له البلاد الآن من خراب وانهيار ثقافي واقتصادي وسياسي وهو ما انعكس على احتجاجات الفئات المختلفة التي لم تعد تتمكن من توفير المتطلبات الأساسية لحياة الأنسان ووجوده وهي المأكل والملبس والمسكن وأما فيما يخص الأمن القومي فإن وجود هذا النظام في حد ذاته هو أكبر تهديد للأمن القومي وموقف النظام في أزمة غزة لهو خير دليل على ما أقول انني لا أجد تعبيرا أبلغ مما قاله الشاعر الكبير عبد الرحمن يوسف حين قال :"يا من لعرضي هتك .. فقدت شرعيتك"
نعم فقد الرئيس كل شرعية والتغير هو الحل والعصيان المدني هو طريق التغير خلص الكلام!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق