الاثنين، 26 أكتوبر 2009

امسك حرامي!

امسك حرامي!


أعتقد – والله أعلم – أن الحديث المتواصل عن توريث الحكم لجمال مبارك عمال على بطال في وسائل الإعلام المختلفة ربما يكون مدعوما من القائمين على عملية التوريث ذاتها، إذ أن من طبيعة الشعب المصري – وربنا ما يقطعله عادة – التكيف مع الزن أليس هو القائل الزن على الودان أمر من السحر؟!
والهدف المطلوب قد يكون هو حمل المصريين على "الاعتياد" بالربط بين اسم جمال مبارك وتخيله – والشر برة وبعيد – رئيسا قادما للجمهورية، وأعتقد أن هذا الربط قد تحقق بالفعل عند أغلبية المصريين لدرجة أنك بمجرد ذكر اسم جمال مبارك لدى أي مواطن بسيط تجد تعليقات مختلفة ساخرة لكنها دائما تحمل معنى أنه يسعى لكي يحكمنا.

حينما فكرت وزملائي من جيل الشباب في المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا .. فنحن الجيل الذي سيسائلنا أبناؤنا وأحفادنا إذا تم موضوع التوريث عن سكوتنا عليه وأين كنا لحظات تحويل مصر البلد الكبير في التاريخ والممتد في الجغرافيا إلى عزبة تنتقل ملكيتها بصلة الدم من الأب إلى الابن ليلهو بها كيفما يشاء!، وجدنا كما ذكرت أن مجرد مناقشة قضية التوريث في حملات إعلامية وإن كانت تحتوي على هدف نبيل وهو رفض التوريث فإنها – وبحسن نية أحيانا – قد تؤدي إلى خلق حالة من اليأس والتعود والتكيف مع الأمر تخدم الوريث المنتظر بأكثر مما تخدم الشعب .. واهتدينا إلى أن ما يجب طرحه الآن هو الحديث عن محاكمة جمال مبارك وليس الحديث عن توريثه..

وببساطة محاكمة جمال مبارك سواء شعبيا أو حتى قانونيا أمر بديهي لعدة أسباب:

الأول: أن جمال مبارك قد تكونت لديه ثروة مالتي مليارية لا أحد يعلم كيف نشأت ولا حتى المفتش كورمبو وأعوانه!، فليس من المعقول أن المصروف الرئاسي – على الرغم من ضخامته بالتأكيد – الذي يعطيه الأب لابنه قد تسبب في كل تلك الأموال الطائلة .. والأكثر إثارة للدهشة هو اعتراف الرئيس الأب نفسه أثناء حوار صحفي أجراه مع الكاتب مكرم محمد أحمد في مجلة المصور أواسط التسعينات من أن جمال مبارك يشتري ديون مصر لصالح بنك "أوف أمريكا" الذي كان يعمل به أي أن المحروس كان يتاجر في ديون مصر مستخدما بذلك بفوذ والده في مؤسسة الرئاسة بلا أدنى إحساس بالملايين من المصريين تحت خط الفقر فهو لا يعلم بكل تأكيد إلا الملايين الذاهبة إلى حسابه في البنك!!

والثاني: لأنه منذ سقوط جمال مبارك "الباراشوتي" على الحياة السياسية المصرية وهو يقوم بأدوار ليست له كرئاسة اجتماعات الوزراء حتى في وجود رئيسهم "طويل القامة" .. يسافر خارج البلاد في زيارات رسمية تحضر لها السفارة المصرية في البلد المسافر إليها وكأنه مسؤل تنفيذي، ويلتقي رؤساء دول ومسؤولين أجانب يتحدث خلالها باسم المصريين الذين لم ينتخبوه لأي منصب رسمي أو شرفي ولا أعتقد أنه يقابل رؤساء دول حاملا سلامات الأب وفقط!، فهو يعد بذلك منتحلا لصفات ليست له.

والثالث: هو ما قام به ورفاق السوء من المجموعة الاقتصادية في الحكومة من تجريف واسع للثروة القومية عن طريق البيع العشوائي لشركات القطاع العام ومؤسساته في عمليات خصخصة غير مدروسة امتلأت بالفساد حتى أن رائحتها قد فاحت في صفقات كبيرة كبيع عمر أفندي وبنك الاسكندرية.

ومن هذا المنطلق عملنا على تأسيس (الحملة الشعبية لمحاكمة جمال مبارك) التي تضم الكثير من الشباب المصري الحر الرافض لكل هذه المهازل التي ذكرناها .. والمتحمل لمسؤوليته التاريخية في وطن يباع ويسرق .. نحمل على عاتقنا واجبنا تجاه الوطن وتجاه الأجيال القادمة، نهدف إلى أن نفك الارتباط بين اسم جمال مبارك وتخيله مرشحا لرئاسة الجمهورية، وانشاء ارتباط جديد بين اسمه وقولك بصوت عال "امسك حرامي"!!

ليست هناك تعليقات: