الاثنين، 5 أكتوبر 2009

الذين عبروا والذين هبروا!!

الذين عبروا والذين هبروا!!

في الذكرى ال 36 لحرب أكتوبر المجيدة أقف متأملا حال مصر وقد أصابها كل المصائب وأصبح المواطن المصري – المفروض أنه منتصر – يعاني أشد المعاناة في رزقه وأكله الملوث ومياهه التيفودية وعبارته الغارقة ودويقته المنهاره فوق رأسه ورأس أبنائه وقطاره المحترق!
ماذا حدث لهذا الوطن أهكذا يكون الانتصار؟! فماذا تكون الهزيمة إذن؟! .. أين ذهبت ثمار حرب أكتوبر التي كان يجب أن تعود إلى الشعب ليتحقق له الرخاء كما وعدوه وقتها؟!
ما حدث هو أن تلاشت التقسيمات الطبقية الشهيرة من طبقة دنيا ووسطى وعليا وتلاشت الشرائح في كل طبقة لتنتهي البلاد إلى حد فاصل بين الذين عبروا والذين هبروا!!
فالجيش المصري قائم على مبدأ التجنيد الوطني العام وبالتالي فهو يعكس بصدق حال المصريين "الحقيقيين" فالذين عبروا هم أبي وأبوك وأخي وأخوك وعمي وعمك وخالي وخالك أناس مثلنا تماما يفطرون على الفول والطعمية والباذنجان المقلي .. يعشقون أم كلثوم وعبد الحليم حافظ يتنزهون على كورنيش النيل والقناطر الخيرية في شم النسيم، أما الذين هبروا فينتمون إلى عالم آخر يأكلون الفواجرا بالشامبليون ولا يسمعون أغانينا العربية يتنزهون في بورتو مارينا وبورتو العين السخنة وشرم الشيخ!
الذين عبروا مصريين من نبت هذه الأرض الطاهرة تكتسي وجوههم بسمرتها يتعلمون في مدارسها وجامعاتها حيث الزحام والتكدس سواء في مكان تحصيل العلم أو في المواصلات المؤدية إليه من أتوبيسات النقل العام الذاهبة إلى الانقراض أو مترو الأنفاق أو حتى الميكروباصات .. أما الذين هبروا فلا تراهم في تلك الجامعات والمدارس الحكومية فلهم تعليمهم ولنا تعليمنا فمدارسهم وجامعاتهم الإنجليزية والأمريكية والألمانية تزيد من هول الفجوة بين العالمين فلهم ثقافتهم الغير مصرية بالتأكيد ولنا ثقافتنا وتاريخنا الذي لا يعلمون عنه شيئا، يركبون سيارتهم ذات التكييف والزجاج المغلق حتى لا يستمعون لمعاناتنا اليومية وليزيد هذا الحاجز الزجاجي من التقسيمة البشعة التي فرضها البيزنس على أبناء الوطن الواحد.
الذين عبروا هم من دفعوا الدم وحشدوا كافة الإمكانيات المادية والبشرية هم من وقفوا في الطوابير سواء كانت أمام الجمعيات الاستهلاكية في زمن الحرب للحصول على الدجاج واللحوم أو أمام طوابير الخبز والمياه في زمن السلم .. أما الذين هبروا فلا يعرفون في حياتهم معنى لكلمة الطابور من الأساس!
الذين عبروا متدينون بطبيعة الشعب المصري الذي احتضن الأديان الثلاثة من قديم الأزل بل من نادى للتوحيد من أيام إخناتون .. لذلك هتفوا هتافا واحدا مسلمين وأقباط وهم يدكون حصون بارليف فقالوا الله أكبر .. أما الذين هبروا فتجدهم في ديسكوهات مارينا وشواطئها يرتكبون الفجر ويشربون الخمر ويرتدون المايوهات البكيني!
الذين عبروا من كل مصر من القاهرة والدلتا والصعيد ومدن القناة فهم أهل مصر الحقيقيين وأغلبية سكانها وأبنائها الأبرار، أما الذين هبروا فهم "شلة" من المنتفعين بسياسات الحزب الوطني ولجنة سياساته.
الذين عبروا هم الأبطال والشهداء والذين هبروا هم أمثال هشام طلعت مصطفى وممدوح اسماعيل وهاني سرور وأحمد عز!
الذين عبروا عدوهم الطبيعي والمنطقي هو الكيان الصهيوني وكل من يقف في صفه ويتحالف معه أما الذين هبروا فيحميهم الكيان الصهيوني ويتحالفون معه باعتباره "شقيق" ضد المقاومين الرافضين لبيع الأرض والعرض!
الذين عبروا هم من يقف ضدهم هذا النظام الحامي للذين هبروا والمرتمي في حضن أعداء البلاد والقابع في شرم الشيخ يخشى من أهل القاهرة لأنه لم يعد منهم بعد انضمامه للفريق الأخر، وما يحدث الآن من محاولة فرض جمال مبارك لخلافة والده هو محاولة من الذين هبروا للاستيلاء على باقي الوطن من الذين عبروا فجمال مبارك ينتمي بصورة أكثر وضوحا للهابرين بتعليمه الأجنبي سواء في المدرسة أو الجامعة واحترافه للبيزنس وملياراته الممصوصة من دماء الذين عبروا ليحموا هذا الوطن!
الذين عبروا "نحن" أبناء مصر .. والذين هبروا "هم" أعداء مصر!!

إشارة:
ما حدث الجمعة الماضية في الجامع الأزهر الشريف أثناء المظاهرة التي دعى إليها حزب العمل واستجاب لها كافة القوى الوطنية لنصرة الأقصى كمنع شرطة مبارك المصليين من الصلاة في الجامع الأزهر هو نفس ما يفعله "الاحتلال" الصهيوني في المصليين بالمسجد الأقصى وهذا يدل على التحالف الوثيق بين مبارك والصهاينة!

هناك 7 تعليقات:

ايوشة يقول...

ولغاية امتى هنفضل ساكتين اللى هبروا :(
حتى اليوم الوحيد اللى الناس محتاجة تفرح فيه بالنصر نسيت الفرح

مصري حر يقول...

لغاية امتى والله ما عارف يا أيوشة ده كل حاجة حصلت في الشعب المسكين ده .. الموضوع وصل لحد غرق العبارة وشرب مياه ملوثة وأكل خضروات مروية بمياه الصرف الصحي فاضل ايه تاني؟!!

karima serafy يقول...

لا فاضل جمال يحكم

مصري حر يقول...

يعني يشنقونا ونسكتلهم يا كريمة ؟! طب حد من الشعب يعمل اي منظر يا جدعااان

غير معرف يقول...

الذين هبروا والذين عبروا دة عنوان مقال لمحمود السعدنى نشربمجلة المصور تقريبا كدة فى النصف الثانى من الثمانينات وكان واجب انك تقول انك مقتبس العنوان وشكرا

مصري حر يقول...

الصديق الذي لم يذكر اسمه شكرا لتوضيحك لكني أود أن أقول أن الفكرة لا تصبح ملك شخص وإنما لها أجنحة وأؤكد لك أنني فعلا لم أقرأ مقال كاتبنا الكبير محمود السعدني بل لم أعلم به إلا من مشاركتك التي أشكرك عليها ربما لجهل مني أعتذر عليه ..

لكني أعترف أنني تأثرت بمصطلح الذين عبروا والذين هبروا من مقال كتبه الأستاذ عبدالحليم قنديل اسمه خطاب مفتوح إلى الجيش واستعمل فيه هذا التعبير ..

تحياتي

علي جاد يقول...

... سلام
بص يا حر اللى حاربوا فى اكتوبر كانوا رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
أما من استفادوا من تلك الحرب فهم رجال خانوا ما عاهدوا الله عليه واستعلوا فى الأرض بغير الحق بالمال والجاه والسلطان فعلى الله حسابهم ..!