الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

صيام الرئيس!!



صيام الرئيس!!


ها قد جاء شهر رمضان اللهم أجعل لنا في أوله رحمة وفي أوسطه مغفره وفي آخره عتق من النار .. ويقول رسولنا الكريم (ص): "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" اللهم اجعلنا منهم .. كما يقول الله تعالى في حديثه القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، وذلك لأن أي عمل يمكن أن يدخل به شبهة الرياء كأي يصلي أحدهم في المسجد ليقال عنه أنه ورع وتقي أو يتصدق بأموال كثيرة ليقال عنه كريم وإنما الأعمال بالنيات .. أما الصوم فهو عبادة مختلفة إذ أن بها من الخصوصية بين العبد وربه لا يتطلع عليها سواهما لأن الامتناع عن الطعام والشراب قد يختلف في العلن عن الخفاء كما أن الهدف من الصوم ليس الامتناع عن الطعام والشراب من آذان الفجر وحتى أذان المغرب وحسب بل حمل النفس البشرية "الأمارة بالسوء" بطبيعتها على التحلي بالأخلاق الحميدة وإعلاء قيم الرحمة والخير والتسامح والعدالة ولذلك يقول رسلونا الكريم (ص): "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"
كل ما ذكرته دفعني للتساؤل بيني وبين نفسي "الأمارة بالسوء" هل يصوم الرئيس؟!
يبدو سؤالي مستفزا إذ قد يقول البعض وإنت مالك ألست منذ سطور تعد على الأصابع قائل بأن عبادة الصوم بها خصوصية بين العبد وربه .. نعم وأنا لا أختلف مع هذا القول لذلك سأفترض بأن الرئيس بالفعل يمتنع عن الطعام والشراب من الفجر إلى آذان المغرب حيث يمسك كوبا من قمر الدين أو التمر الهندي في يده ويقول اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله!!
ولكن هل يعني ذلك أن الرئيس يصوم؟!
فالهدف من الصوم أعمق وأكبر كثيرا من هذا الامتناع عن الطعام والشراب فمثلا كيف يصوم الرئيس وهو يتعاون مع الصهاينة في حصار إخواننا في غزة ويغلق معبر رفح في وجه المعونات الغذائية الذاهبة للقطاع وحين يفتح المعبر تدخل المعونات "بالتقطير" لا تسد جوعا ولا تشفي غليلا!!
وكيف يصوم الرئيس ويعتقل هو وأمن دولته وأمنه المركزي و"محاكمه" العسكرية الشرفاء أمثال مجدي أحمد حسين وعبدالمنعم أبو الفتوح وخيرت الشاطر ومسعد أبو فجر وغيرهم الكثير والكثير .. كيف يصوم الرئيس وأهالي قرية البرادعة مصابون بالتيفود نتيجة الفساد المستشري في كل أجهزة دولته مما جعل مياه الصرف الصحي تختلط بمياه الشرب دون أن يحاسب مسؤول واحد .. كيف يصوم الرئيس وخبراء العدل يتعرضون للظلم ويفترشون سلالم وزارتهم بحثا عن مطالبهم المشروعة ولا يجدون أي عدل!!
كيف يصوم الرئيس وأغلبية المصريين في عهده "البغيض" قد أصبحوا تحت خط الفقر ويعانون أشد المعاناة لتوفير وجبة إفطار في رمضان والكثير منهم لا يجدونها وأصبح المصريين بكل فئاتهم لديهم مشاكل اقتصادية شديدة من أول أساتذة الجامعات والأطباء وحتى سائقي المقطورات والعربات الكارو والعمال!!
كيف يصوم الرئيس بينما يرتكب نظامه كل أنواع الجرائم من تعذيب إلى سرقة إلى غرق العبارة إلى سرطنة المبيدات إلى الري بمياه الصرف الصحي إلى عدم توافر الخبز وحتى المياه النقية وأكبر جريمة يرتكبها هي بقاؤه رئيسا لمصر بعد أكثر من ربع قرن جرف فيها ثروتها القومية وخرج بها من التاريخ لتهوي في هوة حضارية عميقة وتتحول إلى مستعمرة أمريكية منزوعة سيادة القرار ويتم اختزال مستقبلها في عائلة تناقش مستقبل الحكم بين أب وابنه!!
وبعد ذلك مازلت أتسائل أيصوم الرئيس حقا؟!
لا تؤاخذوني إن نفسي لأمارة بالسوء وكل عام وأنتم بخير!!

هناك 3 تعليقات:

محمد أبو الفتوح غنيم يقول...

أخي الحبيب محمد عبد العزيز

أعجبتني مدونتك كثيرا شكلا ومضمونا وأتمنى لك التوفيق الدائم

وصدقت فيما قلته هنا، فن علامات قبول العمل ان يكون المرء بعده خير من قبله وبلادنا منذ 30 عام من سيء غلى أسوأفهل يتقبل الله صيام الرئيس

الله أعلم
:)

مصري حر يقول...

أخي محمد أبو الفتوح

أشكرك على كلماتك الرائعة وبالنسبة لتقبل الله لصيام الرئيس فعلا الله أعلم

karima يقول...

مدونة جميلة جدا بكلماتهاالبديعة ومضمونها الاسلامى الحر اما بقى عن رئيسنا وصومه فهو ممكن يكون الصيام عنده مجرد امتناع عن الاكل والشرب فكيف يعرف ان الغاية من الصيام اعمق وهو لا يعرف عن دينه شيئا فلو كان مسلما حقا أظن انه سيخاف الله فينا ولعل ما يعبر عن ذلك قصيدة كتبت فيها عنه"رئيسنا يعنى"متستغربش مهو باع الهويه للغربيين ,وبقى ليهم خادم ذليل, ومعاهم بقى يحتفل بالهالويين ,واشى برقيات تعبر عن سعادته بقيام دولة اسرائيل.فهل تظن أنه بعد ذلك يعلم ما هى حكمة مشروعية الصيام أو حتى يعرف لماذا يصوم.......لا أظن